الترجي الرياضي: بن تيشة في قفص الاتهام.. وغليان في صفوف الأنصار
ماذا يمكن أن نقول عن كرة القدم غير أنها مسكينة وتعيسة ومريضة حين يخترقها السياسيون ويحشرون فيها أنوفهم وهذه هي حال اللعبة الشعبية الأولى في تونس مع الأسف الشديد ومن سوء حظ الرياضيين الحقيقيين الذين ملّوا الألاعيب وهجروا الملاعب وتركوا الساحة واسعة للدخلاء والإستغلاليين ليرتعوا فيها مثلما يشاؤون دون حياء ولا حدود، ولا غرابة ولا عجب إذن من تردي وضع الكرة اليوم إلى المستوى الذي تعرفه من تجاوزات ومعاملات ودسائس ومصالح ضيقة..
هذه المقدمة العامة فرضت علينا نفسها في الحقيقة قبل دخولنا في صلب الموضوع والحديث عن حالة الغضب والغليان الموجودة اليوم في صفوف أنصار الترجي الرياضي بعد ورود معلومات عليهم تتعلق بالتحركات التي يقوم بها مستشار رئيس الجمهورية نورالدين بن تيشة لفرض بعض الإجراءات الأمنية لفائدة فريق معيّن يوم 18 ماي الجاري بمناسبة لقاء الترجي الرياضي والنجم الساحلي..
بن تيشة – وحسب المعلومات التي استقيناها من الأوساط الترجية وننقلها كاملة دون زيادة أو نقصان- متهم من قبل أبناء باب سويقة بالتحرك منذ أكثر من أسبوع لفرض الويكلو على الجولات الأخيرة في البطولة من خلال الضغط على وزيرة الشباب والرياضة لاتخاذ هذا القرار ورأوا في ذلك دسيسة لحرمان الأحمر والأصفر من أنصاره في مقابلتين هامتين في رادس ضد النادي الصفاقسي والنجم الساحلي وهذا ما لم يفلح فيه مستشار الرئاسة رغم مساعيه الكبيرة ، وهو متهم اليوم بمحاولات فرض إجراءات أمنية على نهائي البطولة تصب لفائدة الفريق الضيف مثلما كان الأمر في مباراة الموسم الفارط التي سجلنا فيها أشياء غريبة على ملاعبنا مكنت البعض من الصولان والجولان بالمنطقة المخصصة فقط للمرسمين على ورقة المباراة بدعوى الحراسة اللصيقة أو الحماية المشددة ورأينا للمرة الأولى السلاح على حافة الميدان وهي سابقة خطيرة لم يشهدها أي ملعب من ملاعب الكرة الأرضية..
وجميعنا يعرف النتيجة يومها والتأثيرات التي فرضت على الحكم لتغيير وجهة المباراة وقهر الترجي الرياضي في عقر داره بصفارة ظالمة جعلت من أمين بالناصر البطل الحقيقي فعلا للموسم المنقضي..
وفي نفس السياق علمنا من نفس المصادر أن رفض الترجيين لتكرار تلك المشاهد وذلك الإنفلات كبير جدا بلغ إلى حد التحذير لكل من تخوّل له نفسه التلاعب بمصلحة فريقهم وفرض سلطته من اجل تسهيل تنقل بعض الوجوه بحرية كاملة داخل الملعب..
إلى جانب ذلك هناك دعوة ملحة من أحباء الترجي الرياضي للجهات الأمنية بالتحلي بالحياد وتطبيق نفس الإجراءات على الجميع دون سلطان من أي كان خصوصا وأن اللجنة المنظمة لمقابلات الأحمر والأصفر اشتكت في العديد من المقابلات السابقة من بعض التدخلات للسماح للجمهور الضيف بالدخول إلى الملعب بأعداد أكبر من المتفق عليه قانونيا وهذه تجاوزات تولّد الإحتقان والشعور بالظلم وهذا ما لا نريده بمناسبة هذا اللقاء المصيري حتى يدور في ظروف طبيعية.
على كل حال، هذا هو الشعور اليوم وهذه هي حالة الغليان والغضب المسيطرة على جماهير الترجي الرياضي بورود بعض المعلومات التي تتعلق بتحركات بن تيشة وبمحاولات فرض سياسة المكيالين في التعامل مع أحباء الفريقين.