الفوز بالبطولة ليس إنجازا ورابطة الأبطال تفرض التحسينات
نحن الأولى باستعادة المساكني… لكن
الكرة التونسية في حاجة إلى انتداب مسؤولين قبل اللاعبين
تقمّص حمدي المدب أزياء نادي «باب سويقة» كمحب وكلاعب. وأعطى بعد ذلك الجمعيّة بغير حساب في منصب الرئيس. وقد كان الثّواب على قدر العطاء، وحصد الرجل الإعجاب ومعه الكثير من الألقاب التي لم تزده سوى تواضع ورفعة، وإصرار على التمسّك بالآداب، والترفّع عن السّباب الذي أصبح الهواية المفضّلة لثلّة من المسيرين الذين ينظّرون للتسيّب والفوضى. ويكبر المدب في عيون «المكشخين» والمتابعين أكثر لأنّه رفض الاصطفاف خلف الأحزاب، وحشر ناديه في «ألاعيب» السّياسة التي أضحت – مثل التّحليل الفني – مهمنة من لا مهنة له. وكلّ هذا الصّفات لا تعني أن الرّجل الأوّل في الحديقة «ب» بمنأى عن المتاعب والأخطاء بل أنّه عاش مثل كلّ الناس المسرات والخيبات. وأصاب حينا وخاب حينا آخر. لكن دون أن يزايد يوما على حبّ «المريول» الأصفر والأحمر أويتوانى في خدمة البلاد رياضيّا وإقتصاديّا. وهذا الأهمّ والأنفع.
* بداية كيف ينظر رئيس الترجي إلى حصيلة ناديه بعد موسم نلتم فيه اللّقب المحلي؟
هناك شبه إجماع في الأوساط الرياضيّة على أنّ الترجي الرياضي حالة «استثنائيّة» على مستوى ثقافة الانتصارات والتتويجات. ذلك أنّ جمهورنا الغالي لا يكاد يحتفل بإنجاز ما حتى يطالب بحصد بطولات وكؤوس أخرى معتبرا أنّ تكديس الألقاب قدر محتوم على نادي «باب سويقة» الذي يستعدّ في غضون الأشهر القادمة لإطفاء شمعته المائة وكلّه فخر واعتزاز بما حقّقه من مكاسب في كلّ الاختصاصات. ورغم الكمّ الهائل من التتويجات فإنّ الجمعية تطمح على الدّوام إلى الأفضل. فقد استرجع الفريق مؤخرا عرش البطولة المحلية عن جدارة واستحقاق وبعد أن أقنع طيلة الموسم الذي أنهاه بفوز كبير على خصمه المباشر على التاج. كما أنّ الانطلاقة في رابطة الأبطال الافريقية كانت مثالية. وأصبحنا على مرمى حجر من الدور ربع النهائي إثر الانتصار التاريخي على «صن داونز» الجنوب – إفريقي وهو حامل اللقب وصاحب الأرقام القياسية في الصمود داخل قواعده. وقد يقول البعض إن هذه النتائج باهرة وأن الجمعية تعيش فترة زاهية محليا وقاريا. وهذا الرأي يسعدنا. لكنّه يحمّلنا في المقابل مسؤولية أكبر لأنّنا أمام حتميّة مواصلة النّجاحات التي تتطلّب بدورها جملة من التّحسينات والإصلاحات لتبلغ الجمعيّة القمّة.
* ما الذي تغيّر بعد رحيل عمّار السويح وعودة فوزي البنزرتي؟
الاعتراف بالحقّ فضيلة. لذلك لن نجحد الدّور البارز الذي قام به عمّار السويح لوضع الجمعية على السكة الصحيحة. ولن ننكر العمل الجبّار الذي أنجزه في الحديقة «ب» في سبيل الارتقاء بالأداء إلى المستوى المأمول. وقد عشنا معه لحظات رائعة، وتوّجنا في عهده بلقب الكأس. ولكلّ هذا يستحق تحيّة شكر وتقدير. وأنتهز هذه الفرصة لأؤكد للمرّة الألف أنّ السويح من خيرة الفنيين في تونس شأنه شأن فوزي البنزرتي الذي تتحدّث عنه نجاحاته الاستثنائيّة، وأرقامه القياسيّة. وأظنّ أنّ البنزرتي وفّق في توظيف العمل الذي أنجزه سلفه. وزرع الروح الانتصاريّة في المجموعة، أوما نطلق عليه بلهجتنا العاميّة:» الغرينتا».
* ألم يسيطر التردّد على إدارتكم عشيّة التّعاقد مع البنزرتي خاصّة بعد حملات التّشكيك في «تكتيك» ابن المنستير، واتّهامه تلميحا وتصريحا بأنّه مسؤول عن تراجع نتائج النّجم؟
نحن نؤمن بكفاءة البنزرتي الذي ترك بصمة واضحة في كلّ المحطات التي مرّ منها سواء في تونس أوخارجها (عانق العالميّة مع الرّجاء). وكنّا على يقين بأنّه رجل المرحلة، وعلى بيّنة بأنّ طموحه غير محدود، و»صلوحيته» لم تنته على رأي البعض. ولم يساورنا أدنى شكّ في قدرته على تحقيق الأحلام الترجيّة في صدارتها التتويج بالبطولة التونسية علاوة على استعادة الهيمنة القاريّة مع تقديم مردود كبير بطريقة تجعل النادي ينجز المعادلة الأصعب: أي النّتيجة مع الأداء. وأظنّ أنّنا كسبنا إلى حدّ الآن الرهان وذلك في انتظار التأكيد في بقية المشوار خاصة أن الجمعية دخلت المراحل الحاسمة من سباق رابطة الأبطال. كما أنّها تستعدّ للمشاركة في البطولة العربيّة، وهي تحدّ آخر نريد أن تكون نهايته صفراء وحمراء.
* خطابك يراوح بين الارتياح لما تحقّق من نجاح والدّعوة إلى مواصلة الإصلاح فهل من توضيح أكثر؟
لقد توّجنا بالبطولة للمرّة 27 في تاريخ الجمعية. وهذا رقم قياسي وإنجاز فريد. لكنّه لا يرضي أبدا طموحات الجمهور الذي يريد الظفر برابطة الأبطال واللّقب العربي، وكسب كلّ الرهانات ومهما كان حجم الصّعوبات. وهذه المطالب المشروعة في جمعيّة كبيرة مثل الترجي تجعلنا نحرص أشدّ الحرص على سدّ الثغرات ومعالجة جميع النقائص لنكون في مستوى التطلعات وحتى نقدر على التفوّق على أعتى الجمعيات في طريقنا نحو التّاج الافريقي الأغلى والذي فتح لنا في وقت سابق أبواب العالميّة. ولاشكّ في أنّ المتابعين عن كثب لنشاط الفريق لاحظوا أن تركيزنا انصبّ على التنبيه في كلّ مرة إلى أهميّة إجراء المزيد من التحسينات ولم نقع في «الفخّ»، ولم نقل يوما إنّنا بلغنا القمّة بل أنّ الاحتفالات بلقب البطولة كانت عادية. ويتذكّر جميعكم أنني رفضت مجرّد الإدلاء بالتصريحات لحظة فوزنا في «الفينال» على «ليتوال». وسرعان ما انصرفنا للتحضير لبقيّة المواعيد المحليّة والقارية ليقيننا بأن جمهورنا يعتبر الحصول على البطولات أمرا مفروغا منه.
* في سياق متّصل بالتّحسينات والإصلاحات، لا كلام في الأوساط الترجيّة إلاّ عن الانتدابات حتّى أنّ الجماهير الصّفراء والحمراء تسمع مع إطلالة كلّ شمس عن لاعب جديد في طريقه إلى ساحة «باب سويقة». فهل ترفعون اللّبس؟
ينبغي أن يكون مفهوم التّحسينات أوسع وأشمل بكثير من الانتدابات. ذلك أنّ الهيئة المديرة تعمل على تطوير كل ما من شأنه أن يفيد الجمعية على المستويات الرياضية والإدارية والمالية. ولم نهمل أيضا البنية التحتية. وبالمختصر المفيد نجتهد قدر المستطاع لتوجيه بوصلة الاهتمام لكلّ ركن من أركان مركب المرحوم حسّان بلخوجة، ونرفض اختزال المجهودات في صنف الأكابر بوصفهم حسب البعض الواجهة الأساسيّة للجمعيّة. ونعود بعد هذا التوضيح إلى موضوع التعاقدات وهو جزء من التحسينات لنؤكد من جديد أن الهيئة المديرة وفيّة لتعهداتها ومخلصة للوعود التي قطعتها على نفسها. وقد أكدنا في العديد من المناسبات وأثناء كل الجلسات العامة تقريبا أنّنا لن نبخل بالمال في سبيل إصطياد أمهر وأفضل العناصر طالما أنها قادرة على إفادة الجمعية وتحقيق أماني جماهيره الكبيرة.
* ونحن على بعد أيام معدودة من فتح سوق الانتقالات هل أن الرؤية في الترجي واضحة وقائمة الأسماء المستهدفة صيفا جاهزة؟
حدّدنا في بداية الأمر حاجات النادي. وهذه المهمّة تكفّل بها الإطار الفني بقيادة البنزرتي بحكم أنه قائد المجموعة والطرف الأقدر على كشف مواطن الخلل واقتراح الحلول البديلة. وقد جهّزنا القائمة الافتراضيّة للوافدين من السوق المحليّة والأجنبيّة. وكل ما يمكنني الإفصاح عنه في الوقت الراهن أنّ النادي عاقد العزم على استرجاع خدمات مهاجمه المعار إلى «تينيريفي» الاسباني هيثم الجويني الذي قلنا مرارا إن ثقتنا كبيرة في مؤهلاته الفنية. ولاشكّ في أنه استفاد كثيرا من التجربة الاسبانية. وسيعود إلى أجواء البطولة التونسية وكلّه إصرار على النجاح مع فريقه الأمّ. ونشير كذلك إلى أننا سنستعيد مجهودات معز عبّود.
* وماذا عن المغادرين الذين يثيرون بدورهم جدلا لا ينتهي في صفوف المحبين؟
الثابت الآن أنّ العلاقة القائمة بين الترجي والمهاجم الليبي محمّد زعبيّة قد دخلت في نفق مسدود. وقد ظلم زعبيّة نفسه وبصم على نهاية مسيرته مع شيخ الأندية التونسية بسبب قلة الانضباط. وهذا الأمر لا نتسامح معه في الحديقة. ونعتبره خطّا أحمرا. ولا مجال لنستحضر مصير العكايشي والبلايلي… وغيرهما من العناصر الذين يملكون امكانات هائلة لكن سلوكهم «مشين». وقد لا نحتاج أيضا إلى التذكير بجملة العقوبات اتخذناها في وقت سابق في حق أكثر من نجم سوّلت له نفسه الخروج عن الصراط المستقيم، وعدم احترام نواميس العيش في الحديقة «ب». ويبدو أن هذا اللاعب توهّم أن مكانه في التشكيلة الأساسية سيكون مضمونا قياسا بنجاحه في البطولة الجزائرية. ولم يفهم أن شيخ الأندية التونسية لا يهتم بمقياس النجومية وإنّما يعترف بالقدرة على العطاء وذلك ما لم يستوعبه للأسف الشديد زعبيّة وعدة لاعبين آخرين مرّوا من الحديقة. أما بخصوص بقيّة الأسماء التي وقع ترشيحها للمغادرة (منصر وبلقروي نموذجا) فأؤكد أنّنا لم نتّخذ أي قرار في هذا الموضوع، وأن كل ما قيل مجرد استنتاجات ومعلومات تمّ تداولها في «الفايس بوك».
* في موضوع وثيق بالزّاد البشري أيّة نهاية لملف تجديد عقدي بن شريفيّة وشمّام؟
هما ابنا الجمعية، ومن الدعائم الأساسية في الترجي. الشيء الذي يجعل مسألة التمديد من المسائل الشكليّة. وأؤكد أنّ بقاءهما محسوم.
* ألم تغريكم صفقة التّعاقد مع ظهير المنتخب والأهلي المصري علي معلول في نطاق البحث عن تعزيزات «نوعيّة»؟
قدّم شمّام المطلوب خلال الموسم الحالي. ولا أعتقد أننا في حاجة إلى عنصر إضافي في هذا المركز. ولابدّ من التنبيه في هذا الصّدد إلى أمر مهم حتّى تكون الصورة أوضح في الأذهان. فلقد ترسّخ الاقتناع في صفوفنا بأن التشكيلة المثالية للجمعيّة متوازنة وناجحة دفاعا وهجوما. وتضمّ أفضل العناصر. لكن الإشكال يكمن في ضرورة تقويّة بنك البدلاء للحصول على بدائل قادرة على كسب الرّهان وتعويض الأساسيين عند الطوارىء خاصة في ظل النّسق «الماراطوني» للمقابلات والتزاماتنا على عدة واجهات دون أن تتاح لنا فرصة التقاط الأنفاس.
* ألم يمثّل منتصر الطّالبي أحد «غير المتوقّعة» وأشعل من حيث لا يعلم «ثورة» الشبّان في مركب المرحوم حسّان؟
لقد شكّل منتصر الطالبي مفاجأة سارة في تشكيلة الترجي. والحقيقة أنّه لم يكن من الهيّن على الفنيين والمسؤولين المجازفة به في مرحلة مفصليّة من عمر السنة الرياضية. والحمد لله أن الرهان كان ناجحا. وقدم ابن الجمعية أداء مشرّفا وأثبت أنه يملك مؤهلات كبيرة في الدفاع. وهذا المكسب ليس بالغريب عن مدرسة نادي «باب سويقة» صاحبة التقاليد العريقة في تخريج واستقطاب أحسن المواهب على مرّ العصور: أي من أيام زمن إلى حدود السنوات الأخيرة التي قدمت خلالها الجمعية منتوجات كرويّة جيدة على غرار شمام والدراجي وبن شريفيّة والمحيرصي والجويني وصولا إلى الشعلالي والماجري والطالبي هذا فضلا عن ثلة من اللاعبين الآخرين القادمين على مهل. كما أن بروز الطالبي هو نتيجة حتميّة للعمل القاعدي الذي يقوم به النادي في فرع الشبان الذين يحظون بعناية مشدّدة من قبل المسؤولين ويتلقون تكوينا صحيحا تحت إشراف «المنادجار» القدير والذي أعتبره أحسن «أفار» وهو المنذر كبير ولا يفوتني طبعا شكر المدير الفني العربي الزواوي والمسؤول عن الأشبال بادين التلمساني.
* هل تشاطر الرأي القائل بأنّ سعد بقير الذي يصنّف ضمن أبرز المواهب التي استقطبها الترجي قد تراجع مردوده؟
امكانات بقير أرقى من الشكّ. وثقتنا عالية في مهاراته الكبيرة. وقد تحدثت مؤخرا مع الإطار الفني وناقشنا هذه النقطة واتفقنا على أن بقير تضرّر من عدم قيامه بالتحضيرات اللازمة عندما التحق بصفوف النادي. وأظن أنّه سيكون مستقبلا أكثر فاعليّة بعد أن يقوم بالاستعدادات الضرورية.
* رغم مليارات الخليج فإنّ يوسف ظلّ قلبه معلّقا في الترجي. كما أنّ عشّاقه يطرحون بين الحين والآخر فرضية عودته. فكيف تعلّقون على هذا الأمر؟
يوسف المساكني جوهرة كروية أسعدت كثيرا الجماهير الترجية والتونسية بصفة عامة في ظل تألقه مع المنتخب الوطني. ويحتل يوسف مكانة خاصة في قلوب كلّ «المكشخين» العاشقين للمواهب. وقد بقي المساكني وفيا للأزياء الذهبية حتى أنه يحرص على متابعة لقاءات الجمعية على عين المكان كلّما أتيحت فرصة التواجد في تونس. وهذا دليل آخر على تعلّقه بالنادي الذي يبادله الشّعور نفسه. وبناء على ما تقدم فإنّنا نشير بأعلى صوت إلى أنّ الترجي يرحّب بعودة يوسف في كلّ الأوقات، ونعتبر أنّ الترجي هو الأولى في صورة اختار مغادرة قطر. لكن يبدو إلى حدّ اللّحظة على الأقل أن المساكني مازال يطمح إلى مواصلة تجربته الاحترافية، وربّما قد ينتقل إلى أوروبا وهو رأي يفرض الاحترام خاصّة أنّه يملك جميع مقوّمات النّجاح.
* يسأل الجمهور أيضا عن طير آخر مهاجر وهو إدريس المحيرصي فهل من سبيل إلى عودته؟
يشهد التاريخ بأنني كنت من المساندين بقوة للمحيرصي أثناء البدايات، ومن المساهمين في بروزه مع الفريق الأول في نطاق التّشجيعات المتواصلة للشبّان المتألقين والذين تلقوا تكوينا ترجيا. وقد اختار إدريس خوض تجربة خارج الدّيار. وانقطعت اتّصالاته مع فريقه الأمّ الذي ستكون أبوابه مفتوحة على الدّوام في وجه أبنائها تماما كما حصل من قبل مع شمّام والدراجي…
* نغادر باب الانتدابات لنخوض في ملف العلاقات «العامّة» فكيف تسير الأمور مع قدماء الجمعيّة؟
جسور الودّ ممدودة مع قدماء الجمعيّة. ونحن على اتّصال مباشر، ومستمرّ مع العديد من الـ»كوارجيّة» القدامى أمثال بن مراد والعروسي وبوشوشة… وقد وضعنا تحت تصرفهم ملعبا في الحديقة لاقامة المقابلات في ما بينهم علاوة على دعمهم في العناية بكل العناصر القدامى خاصة أولئك الذين يعيشون ظروفا اجتماعية وصحية صعبة. كما أن علاقتنا رائعة مع أبناء النادي المقيمين في الخارج على غرار طارق ذياب… وأؤكد من جديد أن الهيئة منفتحة على الجميع وليست فوق النقد شرط تجنّب التهجّم وإطلاق التّهم جزافا بطريقة قد تؤثّر في مسيرة النادي.
* وهل الأمر كذلك مع الرؤساء السّابقين للجمعيّة؟
أحترم كلّ من نال شرف الذّود عن ألوان الترجي الرياضي من مختلف المواقع والمناصب. وأكنّ التقدير لجميع الرؤساء المتعاقبين على قيادة الفريق. وأعتقد أن كل واحد منهم اجتهد وبذل النّفس والنّفيس من أجل غاية واحدة وهي نجاح النادي، وإسعاد الأحبّاء.
* ما هي طبيعة الصّلة مع جامعة كرة القدم؟
علاقة طيّبة ويسودها التقدير والاحترام المتبادل. وذلك يجب أن تكون عليه الأمور بين هيكل المشرف على اللّعبة ونادي كبير ويحمل الراية الوطنيّة في المسابقات الدولية ويعتبر أحد الممونين الكبار للـ»نّسور».
* وبأيّ حال وجدت المنتخب مع معلول؟
شعرت بفرحة كبيرة بعد الانتصار الرائع للمنتخب على مصر الشّقيقة في إطار تصفيات الـ»كان». وأعتقد شخصيا أنّ فريقنا الوطني نجح أداء ونتيجة. والأهمّ من ذلك أنّه أسعد الجمهور الحالم. وأشعر كذلك بالفخر في ظلّ الحضور القوي للاعبي فريقنا مع المنتخب الذي ينبغي أن نسخّر أنفسنا لخدمته.
* كمسؤول مؤثّر في المشهد ومسيّر خبير في المجال كيف تقيّم أداء أصحاب المناصب في السّاحة الكرويّة؟
لا أحد بوسعه أن ينكر على المسؤولين اجتهاداتهم المتواصلة ومجهوداتهم الكبيرة لتكون جمعياتهم في المستوى المطلوب. وأظن شخصيا أن رؤساء الأندية المشاركة في المسابقات الدولية يستحقون الإشادة لأنه ليس من السهل أن يفرض فرسان تونس أنفسهم بقوة في المنافسات القارية ويبلغ أربعتهم (الترجي والنجم والافريقي والصفاقسي) دور المجموعات لرابطة الأبطال وكأس الـ»كاف» في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الكرة التونسيّة. ويعرف القاصي والداني أن الغالبية الساحقة من الأندية تعاني الأمرين جراء غياب التمويلات هذا فضلا عن التأثيرات السلبيّة للـ»وكيلو» الجزئي وهو إجراء أثّر في المداخيل وأيضا في الأداء العام للاعبين ولا ننسى طبعا استشراء العنف في الملاعب. ولن أقتصر في خطابي بخصوص المسؤولين على الجوانب الايجابية بل ينبغي التنبيه إلى بعض المظاهر السلبية التي وجب تداركها بصفة فورية خدمة لمصلحة الكرة التونسية (منتخبات وجمعيات). ويحزّ في نفسي كثيرا حالة التسيب التامّ على حافة الميدان. وقد سألتني في مطلع الحوار عن انتداب اللاعبين وها أنّني أجيبك الآن بأن كرتنا في حاجة إلى التعاقد من المسؤولين المطلوبين قبل التفكير في الظفر بأفضل الأقدام المحلية والأجنبية. وأؤكد شخصيا أن المشاهد الفوضويّة والمتكرّرة في الملعب أمر غير مقبول ويساهم في تشنج اللاعبين والمدربين ويستفز المحبين في وقت كان ينبغي فيه على المسيرين أن يكونوا قدوة للجميع. ولاشك في أن المتابعين لبطولتنا المحلية والمواكبين للدوريات الأجنبية لاحظوا أن هذه الصور السيئة لا مكان لها في الخارج حيث يجلس الرؤساء في المنصة الشرفيّة بوصفها الفضاء الطبيعي لقادة الجمعيات التي مازالت عندنا تفتقر إلى ثقافة تقبل الهزائم وهو مصير لا يمكن لأعتى الفرق وأقوى المنتخبات أن تهرب منه حتى وإن كانت بحجم البرازيل المنهارة بسباعية تاريخية أمام «الماكينات» الألمانيّة…
* كان «فينال» البطولة بين الترجي والنجم ناجحا من الناحية التحكيميّة. لكنّه تسبّب في المقابل في سيل من التصريحات وموجة من الاتّهامات فهل أن أنّكم تجاوزتم تلك «الحادثة»؟
علاقتنا وثيقة بالنجم الساحلي وكافة مسؤوليه وينسحب الأمر نفسه على بقية الجمعيات دون استثناء وأرفض شخصيا أن ندخل في خلافات جانبية ومعارك كلامية بسبب لقاء في كرة القدم التي ينبغي أن تكون وسيلة ناجعة للإلتقاء لا لبثّ التفرقة وزرع الأحقاد. وقد واكبت مؤخرا دورة الصداقة بين قدماء الترجي والافريقي و»السي .آس .آس» والنجم وكانت الأجواء ممتازة. وأكد الحاضرون أن الرياضة أعمق بكثير من مجرّد الفوز والهزيمة. ومن حق كل مسؤول أن يدافع عن فريقه لكن في النطاق المعقول وأتفهم غضب البعض على أخطاء التحكيم التي اكتوى منها فريقنا في أكثر من مناسبة (كما حصل على يد حروش وبن ناصر…) لكن ذلك لا يعني أيضا الإفراط في الانفعال…
* وفي الختام ماذا تقول؟
قلت في البداية إنّ الترجي حالة استثنائية وذلك ليس بسبب ثقافة التتويجات والانتصارات فحسب بل أيضا بفضل جماهيره التي ستبقى على الدوام الرّكن الأساس وأهمّ من كلّ الأشخاص.
حمدي المدب في سطور
لاعب سابق في الترجي الرياضي
رئيس الترجي منذ موسم 2007 / 2008
تحصل مع الفريق على عدة ألقاب محلية واقليمية ودولية أشهرا رابطة الأبطال في 2011 علاوة على مشاركة تاريخية في مونديال الأندية في العام نفسه
رجل أعمال
حاوره: سامي حمّاني