إلى متى ؟

سؤال أصبح من الضروري طرحُه بعد الأحداث التي رافقت مباراة الترجي الرياضي التونسي و النجم الرياضي الساحلي في ملعب رادس عشيّة الخميس 12 ديسمبر. أحداث و مشاهد مُقرفة و كأنّها باتت ضرورة لا مفرّ منها في بطولتنا البائسة

لماذا هذا العنف المفرط من طرف العناصر الأمنية على جماهير الترجي ؟ لماذا كل هذا التحامل على جماهير الترجي ؟ ألم يحن الوقت لكي يفهم أعلى مسؤولي وزارة الداخلية أنّ المشكل يكمن في طريقة تعامل أعوان الأمن مع الجماهير و لا يكمن في الجماهير ؟

متى سيفهم هؤلاء الساهرين على تسيير البلاد أنّ الأحباء يجدون في ملاعب كرة القدم المتنفّس الوحيد في حياتهم اليوميّة و أنّ هذه الملاعب هي المكان الوحيد الذي يمكن أن يعيش فيه الأحباء غرامهم و عشقهم لألوان فريقهم المفضّل ؟

لماذا كل هذا الإستفزاز للجماهير منذ الدخول من بوابات الملعب وصولا إلى المدارج ؟ لماذا كل هذا الشتم و السباب ؟ هل هذا هو دور الأمني ؟ إهانة الشباب ؟ لماذا يعطي رجل الأمن صورة سلبيّة كلّما جاء للملعب لتأمين المباريات ؟ ألِهذا الحدّ يأتي الى الملعب وهو مُكره على ذلك حتى يصبّ جامّ غضبه على الجمهور ؟ كيف نُفسّر تلك الهبّة على مئات الجماهير و مطاردتهم و إفراغ المدارج بتلك الطريقة ؟ متى سيستفيق الجميع قبل أن تقع كارثة جديدة ؟ متى سيتوقّف العنف الممنهج و المسلّط على جماهير الملاعب ؟ إلى متى سيتواصل ضرب « الماتراك » و الى متى سيتواصل إستعمال الغاز المسيل للدموع في الملاعب ؟

الى متى سيردّ رجال الأمن بتلك القوّة و بذلك العنف على أغاني الجماهير و لو كانت إستفزازية ؟

على وزارة الداخلية أن تراجع حساباتها و تفهم أن اولاءك الأحباء هم مواطنين لهم حقوق و من ضمن حقوقهم الدخول الى الملاعب و القاعات ليعيشوا غرامهم بفريقهم المفضّل و أنّ العنف الآلي المسلّط عليهم لا مبرّر له

إلى متى سنبقى نتحدّث في هذا الموضوع ؟ إلى متى ؟