ما من شك أنّ الترجي الرياضي التونسي صنع الحدث على المستوى الإفريقي خلال الموسمين الأخيرين برفعه للقبين اثنين متتاليين وهو في رحلة البحث عن أغلى الألقاب للمرّة الخامسة في تاريخه و الثالثة على التوالي حيث يراهن على هزم منافسا عتيدا و عنيدا في مستوى ربع نهائي النسخة الحالية ألا وهو نادي الزمالك المصري صاحب الخمسة ألقاب في منافسات بطولة إفريقيا
لقائي الربع نهائي المرتقبين بنفس الشغف في تونس و مصر سيدوران ذهابا يوم 28 فيفري الجاري بالقاهرة و إيابا يوم 6 مارس المقبل بتونس. لكن شاءت الأقدار الكرويّة أن تضعهم وجها لوجه قبل تلك المواجهتين في تحدّ آخر وهو الفوز بكأس السوبر القارّي و التربّع على عرش القارّة السمراء من خلال مواجهة تحتضنها العاصمة القطريّة الدوحة
إذا فهو واحد من ثلاثة لقاءات سوف تكون حماسيّة و مشوّقة إلى أبعد الحدود مثلما هو الشأن لكلّ المنافسات بين الشقيقتين تونس و مصر إن كان على مستوى النوادي أو في المباريات التي تجمع المنتخبين
فإذا كانت المواجهة في الربع نهائي قابلة للتدارك بين الذهاب و الإياب فأنّ لقاء الدوحة سيكون مفصليا حيث سيبوح بالفائز بعد انتهاء التسعين دقيقة و ربما بعد اللجوء إلى ركلات الترجيح دون المرور بالحصص الإضافية و بالتالي ستكون مواجهة بعنوان الزعامة الإفريقية
بطل النسختين الماضيتين مطالب بالانتصار لتأكيد استحقاقه و جدارته بفوزه على منافسيه في نسختي 2018 و 2019 و إعطاء نوعا من الشرعية إلى ما يتباهى به أنصار الترجي الرياضي التونسي برفعهم شعار « إفريقيا تحت السيطرة » خاصّة و أنّ لقب السوبر غائب عن خزينة أبناء باب سويقة منذ سنة 1995 و كان قريبا جدّا من إحرازه الموسم الماضي أمام نادي الرجاء البيضاوي المغربي لولا بعض الهفوات الفرديّة و إضاعة الفرص في فترات السيطرة
من جانب آخر تشهد المقابلات الثلاث القادمة بين الترجي الرياضي التونسي و نادي الزمالك المصري عنصرا مهمّا يتمثّل في المواجهة المباشرة بين المدرّب معين الشعباني و نظيره الفرنسي باتريس كارتورون الذي أخذ مقاليد الزمالك بعد أن كان قد واجه الترجي على لقبين أوّلهما حين كان يدرّب النادي الأهلي المصري من خلال ذهاب و إياب نهائي رابطة أبطال إفريقيا لسنة 2018 و كان الفوز لمعين الشعباني الذي قلب الطاولة على الفرنسي و فاز باللقب على ملعب رادس و ثانيهما كان الموسم الفارط حين فاز كارتورون مع الرجاء البيضاوي بلقب السوبر الإفريقي على نفس ملعب اللقاء القادم⸲ ملعب الغرّافة بالدوحة
نتمنّى طبعا أن يكون اللقب من نصيب أبناء معين الشعباني و هم قادرون على كسبه لما لهم من إمكانيات لا شكّ فيها رغم قيمة المنافس الذي له أيضا من التقاليد ما يستدعي الجديّة و الانضباط و التركيز مثلما أكّد دائما الشعباني قبل كلّ لقاء يخوضه أبناءه لأنّ كلّ هذه العناصر هي ضروريّة إلى جانب القدرات الفنية و التكتيكيّة
يبقى أن نذكّر الأحباء أنّ مبارة السوبر الإفريقي ستدور يوم الجمعة 14 فيفري الجاري انطلاقا من الساعة الخامسة مساء بتوقيت تونس (السابعة بتوقيت الدوحة) على ملعب الغرّافة و بتحكيم الدولي الجنوب إفريقي فيكتور غوماس
هيئة تحرير الموقع