تستعدّ الجماهير العريضة لفريقي العاصمة إلى مواجهة الأحد المقبل في دربي تتّجه إليه كلّ الأنظار كما جرت العادة. جماهير الترجي و الإفريقي المتواجدة عبر كامل تراب الجمهورية و خارجه أيضا أين الإنتظار و التشويق يكاد يفوق ما يعيشه أنصار الجارَين بين باب سويقة و باب جديد، المعقل التاريخي و الأزلي لكلّ « جمعيّة »
هو فعلا دربي العادة كما أسلفنا القول لكنّه سيكون بطعم مُختلف هذه المرّة بِحُكم وجود عناصر جديدة في سباق الحسم نحو اللقب. أوّل العناصر و لعلّه أهمّها هي الإستنجاد بتقنية الفيديو المساعدة للتحكيم و المعروفة بتقنية الفار
و التي أثارت ردود أفعال متباينة بعد جولتين من إستعمالها رغم إقتناع الجميع بالتحسّن الملحوظ في الجولة الثانية بشهادة أهلالإختصاص في الداخل و الخارج و كذلك من خلال تصريحات فنّيي الفرق الذين لم نسمع لهم ما يُفيد إحتجاجات أو إعتراضات ما عدى بعض التصريحات من جانب النادي الإفريقي الذي شكّك في بعض الحالات و هذا في حدّ ذاته ليس بالجديد على فريق باب جديد. فبعد أن عبّروا عن إستحسان الإستعانة بتقنية الفار
هاهم أوّل من يمتعض و يشكّك فيها بين عشيّة و ضحاها. هذا من العوامل الأولى التي ستُفرز دون شكّ مشهدا جديدا خلال المواجهة المُرتقبة بعد أن بدأ « الجار » يسلّط الضغط على أجواء اللقاء
من بين العوامل الجديدة أيضا، وهو في علاقة مباشرة مع العامل الأوّل الذي تطرّقنا إليه، هو الدربي الأول للمدرّب راضي الجعايدي على دكّة الترجي الرياضي التونسي من خلال تجربة أولى و في موسم أوّل له بالبطولة الوطنية. و يأتي هذا الدربي في مرحلة التتويج أين يكون غالبا الفوز هو الهاجس الوحيد للمدرّب بقطع النظر عن الجوانب الفنية و التكتيكية التي تفسح المجال إلى الجانب الذهني. و هنا لا بدّ من الإشارة إلى أهميّة هذا الجانب في مثل هكذا أجواء تسيطر عليها تساؤلات عدّة حول نجاعة و فاعلية السيطرة المطلقة التي يفرضها الترجي الرياضي التونسي على أغلب منافسيه. فالتجربة الإفريقية على مستوى الربع نهائي ليست بالبعيدة و التي فرضت فيها « المكشخة » سيطرة واضحة على منافسها دون التوصّل إلى تحقيق المُراد في ضلّ إضاعة الفرص السهلة ذهابا و إيابا، و هذا ما هو متواصل مع إنطلاق مرحلة التتويج من خلال المقابلتين التي حقّق فيها الترجي الفوز بأصغر فارق على النادي الصفاقسي و الإتحاد المنستيري.
إذا هو عمل ذهني بالأساس و عمل فنّي أيضا يجب أن يعمل عليهما راضي الجعايدي و الطاقم الفني هذه الأيام التي تسبق دربي العاصمة حتى يتحقّق ما هو منطيقيا و على الورق مُتاح لأبناء باب سويقة. اللاعبين مطالبين بالتركيز ثمّ التركيز و فرض شخصيّتهم على الميدان مع تجنّب الإنسياق في متاهات قد يجرّهم إليها المنافس لغاية في نفس يعقوب