يحدث أن ترفض الكرة دخول المرمى رغم تعدّد المحاولات، وقد «تتآمر» أحيانا كلّ الظّروف لمنع الفريق من هزّ الشباك، وذلك ما حصل للترجي أمس الأوّل في المنزه عندما خنق فريق «الصّفصاف» في مناطقه، وحكم عليه بالدفاع لمدّة تسعين دقيقة أويزيد دون أن يوفّق أبناء السويح في بلوغ شباك الطرابلسي.
وقد استشهد السويح في تفسيره لتعثّر فريقه أمام «القناويّة» بما ردّده ابن الجمعيّة خالد بن يحيى في وقت سابق عن صعوبة اختراق دفاعات الفرق التي تختار تشييد حصون عالية، وتستبسل في لعب الدفاع. ولا شكّ في أنّ «المكشخين» يستحضرون جيّدا ما حدث في وقت ليس بالبعيد بين ترجي بن يحيى، واتّحاد المنستير بقيادة مراد العقبي. وفرض فريق عاصمة الرباط في تلك الفترة التعادل السلبي على الترجيين في رادس بالذات بفضل الأداء الدفاعي البطولي في لقاء سيطر فيه نادي «باب سويقة» بالطّول، والعرض، وأضاع أثناءه الهجوم كمّا هائلا من الفرص السهلة، وهو سيناريو تكرّر أمام «المرساويّة» الذين من حقّهم اللّعب بالطريقة التي تناسب امكاناتهم، وتراعي وضعهم الحالي في سباق «المحترفين».
مسلسل مملّ
أهدر الترجي عددا كبيرا من الفرص السّهلة أمام المرمى، وذلك لعدّة أسباب منها غياب التركيز، والتسرّع، علاوة على التألق اللافت للحارس يوسف الطرابلسي، والأداء الدفاعي الممتاز لكلّ لاعبي «القناويّة». ويأتي اخفاق الترجيين في هزّ شباك الخصوم للمرّة الثانيّة في سباق البطولة ليؤكد حجم المعاناة في الهجوم الذي صام عن التهديف أيضا أمام حمّام الأنف، ولم يقدر على معانقة الشباك في أكثر مناسبتين أثناء جميع اللّقاءات التي خاضها الفريق في رابطة «المحترفين».
انقسامات العادة
انقسمت كالعادة الآراء، وتباينت المواقف حول المدرب عمّار السويح بعد أن وقع الفريق في فخّ التعادل الذي سبقته أربعة انتصارات بين بطولة، وكأس. وتؤكد الأصداء القادمة من الحديقة أنّ المسؤولين يساندون السويح لاقتناعهم بأنه يقوم بعمل جبّار، ولاعتقادهم الراسخ أنّه لا يتحمّل مسؤولية اخفاق الفريق في تسجيل الأهداف أثناء لقاء «القناوية» الذي تحكّم النادي في كامل فتراته، وتمكّن خلاله من خلق كمّ كبير من الفرص السانحة لهزّ شباك «المرساويّة» الذين خرجوا من المنزه بتعادل مثير أغضب شقا من أنصار الترجي الذين وضع بعضهم المدرّب في قفص الاتّهام.
وفاء دائم
قدّم جمهور الترجي درسا بليغا في الوفاء لجمعيته، ولم يتوقّف الأحباء عن المساندة أثناء لقاء «القناويّة» حتّى الصافرة النهائيّة للحكم نضال لطيف.
بين المشاني وبلقروي والطالبي
تعرّض المدافع المحوري علي المشاني إلى إصابة على مستوى الرأس خلال مباراة مستقبل المرسى، وهو ما فرض عليه مغادرة الميدان، والخضوع إلى الكشوفات، وتشير المعطيات الأولية إلى أنّ إصابته لا تكتسي خطورة كبيرة، وذلك في انتظار أن تتّضح اليوم الرؤية بصفة نهائية حول وضعيته الصحيّة، وجاهزيته من عدمها لخوض لقاء بعد غد في الحمّامات في إطار كأس تونس. ويذكر أن الجزائري هشام بلقروي سيتخلّف عن هذا الموعد لدواع تأديبية، وهو ما يرشّح الشاب منتصر الطالبي للظهور في هذا الحوار في صورة استحال على المشاني المشاركة.