«الماكينة» الترجيّة تدور رغم التوتّر و»التّنبير» على رأي بن شريفيّة الذي غاب منذ فترة عن التشكيلة الصّفراء والحمراء دون أن يَشعر الأحبّاء بـ»الخوف» على الشّباك. وهنا تكمن قوّة شيخ الأندية التونسيّة الذي أثبت من جديد أنّه لا يتوقّف على أيّ «كوارجي» وبرهن أنّه قادر على النّجاح حتّى وإن كان في قلب «العواصف». وكانت الجمعيّة قد تغلّبت على مشاكلها الداخليّة وأزمة الثّقة بين الجمهور والبنزرتي. وتمكّنت من التربّع على الصّدارة وذلك في إنتظار المزيد من الانتصارات والتّحسينات في بقيّة المشوار.
وعي الجمهور
أصدرت هيئة الترجي في وقت سابق بيان مساندة للبنزرتي وذلك على خلفيّة الهجمة الشّرسة التي تعرّض لها وما أفرزته من احتقان دفع المدرّب إلى التّهديد من جديد بالانسحاب الذي كانت بعض الجهات قد تداولته كخبر رسمي وهو ما استوجب تدخّل أصحاب القرار لإعلان دعمهم لابن المنستير الذي تلاسن أيضا مع مساعده مجدي التراوي في لقاء القيروان. وهو مشهد ضاعف احتمالات رحيل فوزي خاصّة بعد أن ساد الاعتقاد بأنّه لم يعد قادرا على السّيطرة على الوضع والتحكّم في أعصابه. ويُحسب للهيئة المديرة وقوفها في صفّ البنزرتي اعترافا بما حقّقه من نجاحات مع الجمعية وإيمانا منها بأن المنطق يفرض عليها «حمايته» خدمة لمصلحة الفريق في هذه الفترة الدقيقة من عمر البطولة. وكان الأنصار بدورهم أمام حتميّة كتم غضبهم والدخول في «هدنة» (ولو مؤقتة) مع البنزرتي لينصبّ التركيز على كسب الفوز في المواجهات الصّعبة التي تنتظر النادي بداية من السّبت القادم أمام «البقلاوة» هذا قبل الاصطدام بـ»السي .آس .آس». وقد أظهر الأحبّاء فعلا وعيا كبيرا بدقّة الوضع وحضر بعضهم لمواكبة التّمارين في الحديقة دون أن نسجّل أيّ تشنّج كما حدث في اللّقاء الودي أمام أريانة وأيضا أثناء مباراة الـ»دربي».
«المزايدات» مرفوضة
فتح الفريق ملف الانتدابات وبدأ بدراسة موضوع الصّفقات التي من المفترض أن يعقدها في فترة الانتقالات الشتويّة بحثا عن تعزيزات نوعيّة ومن شأنها أن تقدّم الإضافة المطلوبة وتسدّ الشّغورات الموجودة في بعض المراكز كما هو الحال بالنّسبة إلى خطّة الظّهير الأيمن حيث خسر النادي خدمات المباركي بفعل الإصابة في الأربطة المتقاطعة. وقد تظهر شغورات أخرى في بقيّة المراكز خاصّة إذا تأكد تسريح بعض النّجوم مثل بن شريفية والرّجايبي. ومن الضروري أن يقوم الفريق بالإنتدابات بعيدا عن التسرّع والارتجال ودون الوقوع في لعبة «المزايدات» وما تُجسّمه عمليّة الرّفع في أسهم بعض الأسماء الموجودة في القائمة «الافتراضيّة» للـ»كوارجيّة» الذين يفكّر شيخ الأندية في الظفر بخدماتهم مثل حارس المنستير مكرم البديري وزميله في الجهة اليمنى زياد مشموم وأيضا ظهير النادي البنزرتي محمّد الحبيب يكن المرشّح كذلك لخلافة المباركي مثله مثل مشموم والدربالي. ومن المؤكد أنّ نادي «باب سويقة» اتّعظ من التجارب السّابقة ويملك الخبرة اللاّزمة للتّعامل بحنكة مع هذا الملف الشائك والذي ينبغي أن تقع معالجته بأقل أخطاء مُمكنة تفاديا للصّفقات «المضروبة» وغير المضمونة.
سامي حمّاني
