تمكن الترجي عشية الاحد الماضي من اقتناص 3 نقاط ثمينة من ملعب الطيب المهيري أمام النادي الصفاقسي في لقاء شهد فترات سيطرة متبادلة بين الفريقين وإن كان التفوق في مجمله لأبناء معين الشعباني على مستوى الامتلاك ومتوازنا على مستوى الفرص
معين الشعباني واصل في هذا الاختبار الاعتماد على نفس الرسم التكتيكي 4-3-3 مع الاستقرار الجملي على مستوى التشكيل مقارنة بلقاء رابطة الأبطال الاخير
وكذلك على مستوى الأداء تواصل طغيان الاعتباطية في الأداء حيث لازال الفريق يفتقد لثوابت واضحة في البناء الهجومي أو في التنشيط الدفاعي رغم الإقرار بأن الجودة الفنية متوفرة بمستوى محترم في الترجي
التنشيط الهجومي كان متذبذبا في عملية البناء من الخلف نظرا لأن العايب الذي وإن كان متألقا في جزء متوسط الميدان الدفاعي الا انه لا يمتلك الادوات الفنية اللازمة لهكذا دور مركب إضافة إلى نقص خبرته وافتقاده للنسق باعتبار قلة مشاركاته السابقة. هذا التذبذب نتج أيضا عن سوء تمركز الظهيرين وتناغمهما مع العايب حيث لم يوفرا له إلا فرصا قليلة للقيام بتمريرات مفتاحية على الأطراف (وهي نقطة امتياز فنية مهمة للعايب) تمكن من كسر خط الضغط الاول للمنافس خصوصا وأن التمرير العمودي في انصاف المساحات لم يكن ممكنا بشكل كبير اعتبارا إلى أن المنافس ركز منظومته الدفاعية على محاصرة الدربالي وخصوصا تقا وتضييق مساحات المناورة أمامهما في منتصف الملعب
مشاكل الظهيرين تواصلت أيضا في نقطة مهاجمة الممرات الداخلية في الثلث الاخير عند امتلاك على الأطراف رغم تميز الثنائي غشة و ساس في تثبيت المدافعين وفتح هذه الممرات الداخلية وهذه المسألة يجب أن تكون على رأس أولويات الإطار الفني لأنها ستمكن الترجي من تنويعات مهمة وثمينة في الثلث الهجومي .. خصوصا أمام الفرق التي تمارس الدفاع المتأخر (bloc bas)
على مستوى التنشيط الدفاعي .. يتواصل مسلسل تذبذب أداء المحور خصوصا توڨاي الذي يبدو أنه لم يستعد بعد كامل إمكاناته الذهنية (بدليل عدد المخالفات التي يرتكبها) في ظل ضعف التغطية العكسية من الظهيرين. ولكن ما لاحظناه في هذه المباراة هو أن الترجي لم ينجح في الضغط العالي ولا المتوسط مما جعل منطقة الاسترجاع لديه تكون متأخرة بشكل غير اعتيادي وهو أمر يحتاج إلى التحليل إذا سلمنا بأن المنافس لا يمتلك جودة فنية عالية تمكنه من تجاوز خطوط الضغط بسهولة. السبب الظاهري الاول هو سوء تمركز خطوط الضغط (المساحات البينية بين اللاعبين) التي أخفقت كذلك في السيطرة على الكرات الثانية مما خلق للمنافس إمكانية نقل الهجمة بسرعة
توالي هذه الملاحظات عبر المباريات يسمح بطرح السؤال التالي : إذا اعتبرنا أن الجودة الفنية للاعبين محترمة جدا .. هل أن مشكل الأداء في الترجي يعود إلى غياب الفكر التدريبي (أي أن المدرب لم يجد بعد الخيارات الفكرية الأمثل للمجموعة) ؟ ام إلى سوء التطبيق من اللاعبين (أي أن اللاعبين لم يتمكنوا بعد من فهم متطلبات الأدوار الموكولة إليهم) ؟ أم أن الاشكال هو في عدم تطابق الاختيارات البشرية مع النهج الفكري للمدرب ؟
الأكيد أن المباريات القادمة ستحمل لنا عناصر جديدة قد تقربنا من الإجابة على هذا التساؤل