تمكن عشية البارح الترجي الرياضي من اجتياز عقبة نادي الديوانة البوركيني والمرور إلى دور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية بعد ان حسم التعادل السلبي نتيجة اللقاء
الفريق البوركيني تمكن من بسط سيطرته على معظم مجريات اللقاء أمام توهان تكتيكي مرعب للاعبي الترجي ولولا بعض الحظ ورعونة مهاجمي الفريق الخصم لكانت النتيجة النهائية تمثيلا منطقيا لمجريات المباراة
لن نطيل الحديث عن الصعوبات التي عاشها الترجي عشية البارح على مستوى البناء الهجومي ولا على مستوى التنشيط الدفاعي. فنفس الأمر يتكرر في كل مباراة. لا وجود لمنهجية بناء خلفي واضحة بأدوار محددة في التمرير والتحرك خلف الخطوط ومهاجمة انصاف المساحات وتغيير نسق التحولات في الثلث الاخير. حتى المثلثات الكلاسيكية كانت غائبة تماما. سنكتفي اليوم بتحليل فلسفة التغييرات العجيبة التي قام بها معين الشعباني
اخراج بن حمودة والدفع ببوڨرة في مركز قلب هجوم لفريق لا يمتلك أية آلية لمهاجمة العمق المنافس هي إهانة لكرة القدم خصوصا وأن الفريق أمام عجزه عن الصعود السلس بالكرة اختار نهج الكرات الطولية دون تقريب الخطوط للاستفادة من الكرات الثانية
وقد تطلب الأمر إصابة الدربالي ليعيد المدرب توازن الفريق باقحام بلال الساحلي كقلب هجوم .. لكن مع خسارة يان ساس في مهمة اختراق المساحات القطرية بين الظهير والمحور والزج به في محور اللعب بموقع متأخر بعيد عن الثلث الهجومي
أما التغيير الاخير فكان أيضا غير منطقي في شقه الهجومي حيث أن الدفع بزكرياء العايب في مركز نقل الهجمة لا معنى له اعتبارا لخصائص اللاعب الفنية وادواره التكتيكية المعتادة
ثلاث تغييرات لم يكن لها أي سند منطقي ولم تحدث سوى سلسلة من التأثيرات السلبية التي مرت بسلام
الخلاصة التي تفرض نفسها هي أن الترجي بعد 10 مباريات رسمية وتعزيزات مهمة للمجموعة مازال يفتقد للابجديات التكتيكية لكرة القدم ويكتفي فقط بالاعتماد على الجودة الفنية للاعبي الأطراف لاحداث الفارق. اليوم .. وبمجرد مواجهة فريق احسن اغلاق المنافذ امام ساس وغشة كان الفريق غير قادر حتى على مقارعة الخصم على مستوى حجم اللعب الإيجابي
كل شيء يحتاج إلى مراجعة شاملة وفورية خصوصا وأن الفريق تنتظره مواجهتان صعبتان محليا (الاتحاد المنستيري) ثم قاريا (قوي مازمبي) ومستوى الأداء الحالي لا يؤمن أي نتيجة إيجابية ممكنة