ليس من عادتنا، في الترجي الرياضي، الحديث عن الهزائم، فهي قليلة إلى حدّ ما و تكاد تُحصى على أصابع اليد الواحدة طوال الموسم و بإعتبار كلّ الرياضات و كلّ الأصناف. لذا تُعتبر هزيمة إحدى الأصناف في فريق باب سويقة بمثابة الحفل لدى البعض من مكوّنات الرياضة في تونس، إن كانت أندية أو مؤسسات، و هو في حدّ ذاته حدثا يبعث الارتياح في بعض القلوب المريضة
أحداث جامعة الطائرة مع الترجي الرياضي التونسي ليست بالجديدة على الإطلاق، إنّما هي عديدة منذ سنوات نظرا للسيطرة و الهيمنة المفروضة من المكشخة على الساحة الوطنية في صنف الذكور. فكانت الجامعة دائما ما تبحث عن تعلّة او سبب للحدّ من فرحة الترجيين بفريقهم و الأمثلة عديدة و يكفي أن نعود إلى الموسم الفارط و قبل الفارط حتى نقف على تلك الملابسات
آخر ما أتحفتنا به جامعة الطائرة الموقّرة هو ما إتخذته من قرارات ضد فريق كبريات الترجي في كرة الطائرة بعد لقاء الدربي الأخير بقاعة القْرجاني و الذي توقّف في شوطه الثالث جرّاء تواتر رمي المقذوفات على لاعبات فريق باب سويقة حتى وصل الأمر بجمهور الجار إلى رمي المفرقعات صوب اللاعبات حتى أصيبت إحداهنّ بحروق طفيفة ممّا حتّم على قائدة الفريق بالتلويح بالإنسحاب ثمّ الإنسحاب فعلا من القاعة نظرا لعدم توفّر أدنى مقوّمات سلامة اللاعبات و دكّة الترجي الرياضي التونسي
طبعا الكل كان شاهدا على هذه الأعمال الدنيئة و التي كان من الممكن تفاديها نظرا، و الحق يُقال، إلى الفوارق بين إمكانيات الفريقين و التفوّق الواضح لفتيات الفريق المنافس. لكن و رغم هذا لم يرى طاقم التحكيم و طاقم الطاولة جدوى من تدوين ما حدث و الاكتفاء بالإشارة إلى « رمي المقذوفات » دون التدقيق في خطورة تصرّفات الجمهور الحاضر و التجاوزات المتكرّرة التي أدّت إلى إتخاذ فريق الترجي قرار الإنسحاب. وهنا يكمُن خُبث طاقم التحكيم الذي ذهب إلى محاباة النادي الإفريقي حتى تطاله أدنى العقوبة كما جاء فعلا في قرار المكتب الجامعي، في حين جاءت العقوبات المسلّطة على الترجي و كأنّه الفريق المُخطئ
بِقدر ما نستنكر هذه العقوبات خاصة في يخصّ تعليق نشاط المدرب و مساعده و كذلك لقائدة الفريق، بِقدر ما نتفهّم كرهكم الدفين و حقدكم على الترجي الرياضي التونسي لأنّه لم يترك لمنافسيه فُرصة الإحتفال بإنتصارات إلّا الفتات الذي لا يغني و لا يسمن من جوع على غرار هذا الفوز الباسل في دربي فتيات الكرة الطائرة. هنيئا لكم بهذا الإنجاز ما دامت الجامعة تنتصر للفوضى و لِسقوط الأخلاق
هيئة تحرير الموقع