لحساب الجولة الأولى من دور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية تمكن الترجي من تجاوز عقبة النجم الساحلي بهدفي ساس ومرياح في مباراة لم تكن سهلة بالمرة.
جاء الشوط الأول متكافئا على مستوى الفرص السانحة وعلى مستوى الثنائيات رغم سيطرة طفيفة للترجي على مستوى امتلاك الكرة. تكتيكيا نجح عماد بن يونس في كسب نقاط خلال الشوط الأول من خلال الضغط العالي في العمق خصوصا على اوڨبيلو حيث تمكن من إغلاق زوايا الصعود الأفقي بالكرة وقطع خطوط التدرج تجاه العايب وتقا. ضغط لم يجد له الترجي حلولا الا بتحرير البرازيلي ساس الذي احسن النزول إلى انصاف المساحات خلف خط الضغط الاول واستغلال عرض الملعب ثم التوزيع باتجاه الأطراف نحو غشة يسارا أو بن على يمينا. اطراف الترجي اظهرت تحسنا كبيرا في الأداء الهجومي وتفوقت نوعيا على اظهرة النجم مما شكل نقطة تفوق نوعي عجز الترجي عن ترجمتها إلى أهداف. في المقابل شكل الارتداد الدفاعي نقطة ضعف أبناء طارق ثابت مما سمح للشماخي والعبدلي بالتمتع بمساحات للمناورة وخلق الخطر في أكثر من مناسبة دون التمكن من التهديف.
في الشوط الثاني .. قام طارق ثابت بتغيير مسارات خروج الكرة عبر الاعتماد على لاعبي المحور مقابل دخول اوڨبيلو كمدافع ثالث بين مرياح وتوڨاي مما سهل على الترجي كسر خط الضغط الاول وامتلاك مساحة المناورة المركزية في ظل وجود جاك مبي وحده في التغطية المحورية. هنا ظهرت نقاط الوهن في الخيارات التكتيكية لبن يونس حيث اختار الاعتماد على ثلاثي في المحور رغم عدم امتلاكه لظهيرين في مستوى هذا الاختيار. خيار كان مكلفا من حيث تسليط ضغط على المحور انتهى بارتكابه خطأ في التقدير منح للبرازيلي ساس انفرادا حاسما. نفس الخطأ تكرر بين الظهير الأيسر ولاعب المحور الأيسر حيث فشل الاثنان في غلق زاوية التمرير أمام العايب الذي وضع بن علي في وضعية شبه انفراد داخل المنطقة مما أجبر لاعب المحور على ارتكاب الخطأ الذي كلف النجم خسارة المباراة.
الخلاصة التكتيكية التي نستنتجها من هذه المباراة أن الترجي .. ولئن تحسن في استغلال انصاف المساحات ومهاجمة المساحة واستغلال المسارات القطرية للملعب فإنه يحتاج إلى مزيد التطور في البناء من الخلف .. خصوصا على مستوى تحرك لاعبي الربط لفتح زوايا تمرير مؤمنة أمام لاعب الارتكاز وعدم الاكتفاء بالمسارات الكلاسيكية. على مستوى الارتداد الدفاعي والتغطية العكسية كذلك يحتاج الترجي لمزيد العمل حتى لا تتوفر مساحات قاتلة أمام منافسين من مستوى أعلى.
اخيرا .. يتوجب علينا ألا نغفل التألق اللافت للحارس الشاب امان الله مميش الذي يقدم أداء تصاعديا مهما يرفع من ثقة زملاءه ويحسن من أداء هم.
