يُتابع أحبّاء الترجّي الرّياضي فترة التّنقّلات بكلّ إهتمام مثلَما هو مَعهُود في كلّ « مركاتو » حتّى يَقِف على التّعزيزات المُنتظرة و الّتي من شأنِها تدعيم الفريق الأوّل إستِعدادًا لِرهانات الموسم القادم و أهَمُّها رابطة أبطال إفريقيا ـ
إلى جانب التّعزيزات، هناك أمرٌ آخر لا يَقِلّ أهميّة على مستوى الرّصيد البشري وهو المُحافظة على أبرز العناصر التّي يُنتظرُ منها المزيد من العطاء و التّألّق صُلب الفريق خاصّة مَن أبلى البلاء الحسن ضمن المجموعة و بدأ يُعطي الإضافة بصفة جليّة. على سبيل المِثال، نذكر اللاّعب إدريس المحيرصي، وهو إبن النّادي، الذي لم يُجدّد عقده المُنتهي في 30 جوان 2016. الأمر نفسه ينطبق على المُدافع محمّد علي اليعقوبي، و إن إختَلَفت الآراء حول نجاعتِه في قلب الدّفاع. و لكن، بَعيدًا عن التّقييمات الرّاجعة حصرًا للإطار الفنّي إستنادًا إلى إحْصائيّات فنّيّة و علميّة، دعُونا نطرح الجانب الإداري للموضوع ـ
لسائلٍ أن يسأل : من هو المسؤول، في التّرجّي، عن مُتابعة عقود اللاّعبين ؟ من يسْهر على مصلحة النّادي في علاقة بنصوص العقود ؟ هل من المعقول أن يَصِل عقد لاعب ما، خاصّة من أبناء النّادي الشبّان، إلى نهايته دون التّفكير في الإستِفادة سواء من خدماته أو من إعارته أو حتّى من إنتِقاله إلى فريق آخر ؟ وضعيّة إدريس المحيرصي اليوم، و نحن نكتب هذه الأسطر هيّ لبّ الموضوع. قانونيّا أصبح اللاعب حُرًّا من كلّ عقد ! وهو يدرس بعض العروض لحسابه الخاصّ دون قيد أو شرط. بل أكثر من ذلك، و هذا حقُّه، هو يُملي بعض الشّروط الّتي يبدو
أنّها مرفوضة من الرئيس بنفسه
كُلّ من يُتابع موقعِنا يعلم أنّه كان لنا شرف الإلتقاء بحمدي المدّب في مطلع السّنة و عند تَطرُّقنا لمَوضوع إدريس أفادنا رئيس النّادي بأنّه عرض عليه، حينَهَا، أي منذ ستّة أشهر، عقدا « مُحْترما » لم يُجب عليه المحيرصي مُعْتبِرًا إيّاه « دون المأمول »ـ
والد اللّاعب يُصرّح للإعلام بأنّ إدريس تعرّض إلى مظالم طوال آخر ثلاث سنوات المُبرمة بِعقده المُنتهي ـ و نحن نسأل و المحيرصي عُمره اليوم 22 سنة، هل هو راضٍ تمام الرِّضى عمّا قدّمه للنّادي أم هو مُكتَفي بمرحلة الإياب للموسم المُنقضي ؟
من جانبٍ آخر، كيف و من يُحدّد مَبالغ العقود المُتَعلِّقة بالوافدين من أصناف الشبّان في ظلّ التّصاعد الجُنوني لِأُجور المُنتدبين ؟ عِندما تَصِلُ الفوارق إلى عشرة أَضعاف الأجور بين لاعبين أساسيّين في نفس الفريق فمن الطّبيعي أن تُصبح حجرة الملابس على صفيحٍ من نار ـ
فما هو الحلّ لهذا الإشكال ؟ هل يذهب إدريس حال سبيله هكذا ؟ هل هذه سياسة الإحتراف في التّرجّي الرّياضي ؟
نحن نعتقد بأنّ للمحيرصي حقّه في مُراجعة أجره و إمتيازته و تحفيزاته كما يليق بِلاعب مُحترف تبقى حياته الرّياضيّة قصيرة نسبيًّا. و لكن في نفس الوقت يجب على إدريس أن يعلم بأنّ التّدرّج من صنف الشبّان إلى مستوى لاعب مُحترف يَتطلّب القليل من التّواضع لأنّ أمثلة اللّاعبين المَغرورين عديدة باءت تجربتهم بالفشل الذريع بعد أن إعتقدوا أنّهم من كبار النّجوم ـ
بدون أدنى شكّ نقول أنّ التّرجي لم و لن يتوقّف عند رحيل لاعبٍ مهما كان عُلوّ كعبِه. و لكن هناك أساليب تنظيميّة لا بُدّ مِن تَعصيرها بَعيدا عن الجوانب و الخواطر الشّخصيّة التي لا تُغني و لا تُسمن من جوع ـ
في إنتظار حلّ قد يُرضي النّادي و اللاّعب، و هذا ما نتمنّاه، تجدر الإشارة إلى بعض عقود اللاعبين، أمثال الذوّادي و المباركي اللّذان يَنتهي عقديهما في أواخر الموسم القادم بِحلول 30 جوان 2017، حتّى يتدارك النّادي هذه الأخطاء الإداريّة بالتّفكير في تمديد عقودهم قبل فوات الأوان ـ هذا ما أردناه كتذكير لِمن يهمّه الأمر حتّى يرتقي التّرجي الرّياضي إلى ما هو أفضل رياضيّا و إداريّا رغم عدم تشكيكنا في حرص المسؤول الأوّل على إنجاح الفريق و مواصلة تألّقه محلّيّا و قارّيّا ـ
هيئة تحرير الموقع Esperance-de-Tunis.net