الشروق | الترجي التونسي: تربّص المنتخب جنى على الفريق وبن الصغير في ورطة
24 janvier 2018
استهلّ المنذر كبيّر مشواره مع الترجي بتعادل مثير في بن قردان. وقد يقول البعض إنّ «المكشخين» فَوّتوا على أنفسهم الفوز خاصّة بعد أن تقدّموا بهدفين. لكن من شاهد الفرص الكثيرة والخطيرة التي أتيحت للمحليين في نهاية اللّقاء سيدرك حتما أنّ نادي «باب سويقة» أفلت أيضا من الهزيمة. معضلة الدّفاع
مرّة أخرى يفشل الترجي في المحافظة على نظافة شباكه رغم جملة التحويرات التي شَهدتها «المنظومة» الدفاعيّة التي تعزّزت بخدمات الحارس الدولي معز بن شريفيّة والظّهير العائد من بعيد سامح الدربالي. وقد اهتزّت الشّباك الصّفراء والحمراء في مناسبتين. وارتكبت العناصر النّاشطة في المنطقة الخلفيّة هفوات فادحة إن لم نَقل «قاتلة». وكان مدافع المنتخب الأولمبي منتصر الطّالبي قد أخذ على عاتقه مسؤولية معاضدة الهجوم وخطف الهدف الأوّل لناديه لكنّه وقع في المقابل في المحظور على مستوى التغطيّة الدفاعيّة وساهم في رجوع الخصم في النّتيجة. ويُمكن القول إنّ الشوارع المفتوحة في دفاع الجمعيّة شكّلت «كابوسا» حقيقيا للإطار الفني المُطالب بإصلاح الوضع بصفة فوريّة خاصّة أنّ النادي مُقبل على مواجهات قويّة وحاسمة في البطولة وتَنتظره أيضا صِدامات كبيرة في رابطة الأبطال التي كان الضّعف الفادح في الدّفاع أحد أسباب ضَياعها من قبضة «المكشخين». ويُذكر أنّ شباك الترجي اهتزّت بإنتظام طيلة الجولات الخمس الأخيرة (أمام القيروان و»البقلاوة» و»السي .آس .آس» ومدنين وبن قردان). ما هذا يا ماهر؟
تَهوّر ماهر بن صغير في «كلاسيكو» سوسة و»تورّط» (أو ورّطوه على رأي البعض) في أعمال الشّغب والعنف وهو ما جعله عُرضة لعقوبة تأديبيّة. وقد كان من المفروض أن يتّعظ ماهر وهو لاعب دولي واعد ومشروع لاعب جيّد في الترجي من درس سوسة لكن ابن «بوقرنين» واصل استهتاره ودخل في مناوشات جانبيّة مع حكم لقاء بن قردان الذي أشهر في وجهه البطاقة الحمراء.
والحقيقة أنّ السلوك الذي صدر عنه مُشين وغير مُبرّر مهما كانت الأسباب. وقد كان حريّا به أن يَضبط النّفس ويساعد فريقه على تسجيل الأهداف لا أن يتركه يُكمل المباراة بنقص عددي ويتسبّب له في متاعب جديدة جرّاء العقوبات التأديبيّة خاصّة أنّ ماهر مُهدّد بالحرمان من اللّعب في خمس مقابلات (بسبب حالة العَود). ضريبة التقطّعات
يُعتبر الترجي أكبر المُمونين للـ»نّسور» باللاعبين. وهذا وسام فخر على صدور «المكشخين» الذين أهدوا المنتخبات الوطنيّة أمهر وأحسن الـ»كوارجيّة». ويكفي أن نُشير إلى وجود طارق ذياب وخالد بن يحيى في صدارة الأسماء الأكثر ظهورا في تشكيلة الفريق الوطني الأوّل. وبناء عليه فإنّه لا أحد بوسعه أن يُزايد على الجمعيّة في خدمة المنتخبات. لكن هذا لا يعني أيضا «التعسّف» عليها بشكل قد يعود بالضّرر على الجانبين كما يحصل الآن حيث تأثّر الفريق سلبيا بـ»عبثيّة» مدرّب المنتخب الذي ألحّ على استدعاء ثمانية عناصر ترجيّة للمشاركة في الرّحلة الخليجيّة في الوقت الذي كان بوسعه الاكتفاء بعدد أقل من ذلك خاصّة أن بن شريفيّة كان «عاطلا» عن النّشاط. كما أنّ الخنيسي عائد من إصابة ولم يَسترجع كامل مؤهلاته ومن الواضح أن تربّص قطر لم ينفعه في شيء بل أنّه رجع إلى الحديقة «ب» مُحمّلا بإصابة ليجد الفريق نفسه دون هدّافه منذ الاختبار الأوّل للمنذر كبيّر. وقد رافق «كوليبالي» بدوره معلول إلى قطر رغم أنّه لم يتحصّل بصفة رسميّة على الجنسيّة. ولاشكّ في أنّ نبيل كان بإمكانه التخلّي أيضا عن شمّام أوبن صغير طالما أنّ «الكابتن» مجرّد عجلة خامسة في الـ»نّسور» وطالما أنّ تجربة ماهر لم تَنضج بعد. والمُهمّ أنّ الترجي تضرّر بطريقة غير مباشرة من التربّصات «الفوضويّة» للمنتخب. وقد وقف الجميع على هذه الحقيقة الدّامغة من خلال الأداء العام للجمعيّة في لقاء بن قردان الذي دخله الفريق بثمانية عناصر دوليّة مُنهكة ومتشنّجة وهي بن شريفيّة وشمّام و»كوليبالي» والشعلالي وساسي والبدري وبن صغير والطّالبي (كان مع المنتخب الأولمبي). وعزّز المنذر كبيّر ورقته ببعض الحلول البديلة مثل الدربالي والجويني الذي سجّل هدفا دون أن يكون حاسما شأنه شأن ابن جلمة الذي من الواضح أنّه يفتقر إلى نسق المقابلات لينجح في المَهمّة الموكولة إليه في الجهة اليمنى.