في غَمرة العَاصفة التي شهدها «دربي» العاصمة ظهرت وزيرة شؤون الشباب والرياضة سنية بن الشيخ في ملعب رادس المُغلق للصّيانة وقد جاءت هذه الزيارة الميدانية قبل 24 ساعة من لقاء الترجي والافريقي الذي حُكم عليهما بـ»الهِجرة القَسرية» إلى المنستير المشكور على إنقاذ الكرة التونسية من مَهزلة حَقيقية. زيارة الوزيرة لرادس كانت مُتأخّرة جدا وتُشبه إلى حدّ ما وصول رجال الإطفاء بعد أن يكون الحَريق قد أتى على الأخضر واليَابس خاصّة أن فضيحة تَهجير «الدربي» من العاصمة لغياب ملعب صالح وآمن لإحتضان اللّقاء أصبحت أمرا مَقضيا وأضحت هذه المهزلة وصمة عار على جبين كلّ المُتداخلين في ملف البِنية التَحتية.
ومن الجيّد طبعا أن تَتحرّك الوزيرة لتفقّد الوضعية الكارثية لملاعبنا على عين المكان ومن الجيّد أن تُبرز الوزيرة للجميع أن الدولة كما قال الشاهد: «واقفة» ولا يُغمض لها جَفن بسبب الأزمة الحَاصلة في المنشآت الرياضية من الشّمال إلى الجنوب. لكن هذه الزيارات الميدانية والعمليات التفقدية لا وزن لها ما لم نُحقّق نتائج ملموسة وما لم تَفتح الوزارة ملف البِنية التَحتية وتعالجه بصفة جِذرية بالشراكة مع مختلف الجهات المَعنية بما في ذلك جامعة الكرة التي ركب صاحبها كعادته على الأحداث من خلال ظهوره بجوار الوزيرة في زيارتها المذكورة ليُوهم الناس بأنّه من الأشخاص الفاعلين في تحريك ملف المنزه ورادس.
والحَقيقة أن وديع الجريء هو جُزء من المُشكل لأنّ جانبا من الاضطرابات الحاصلة في تعيينات المُباريات مردّها السياسة العَبثية برزنامة البطولة.
وبالعودة إلى الوزيرة نؤكد أنها غير مسؤولة عن الأوضاع المُتردية للمنشآت الرياضية بما أنّ سنية بن الشيخ «ورثت» هذه «التَركة الثقيلة» عن أسلافها السابقين لكن «تبرئة» الوزيرة الحالية من حالة الخَراب التي تشهدها ملاعبنا لا يعني أبدا أن نُعفيها من واجب الإنقاذ وهذا الأمر يكون بيد من حديد لا بتوزيع الوعود والتقاط الصّور بحضور الجريء الذي لا أحد يفهم بأنّه أحد أسباب ضَياع اللّعبة.