أقام الترجيون أفراحا بحجم الدّنيا إثر عودة «الأميرة» التّونسية إلى شيخ الأندية، وصاحب الأرقام القياسيّة، وذلك بعد خمس سنوات من الانتظار، والصّبر. واحتفل الفريق العريق أمس الأوّل في ساحة «باب سويقة» بكأسه الخامسة عشرة وفاء للتاريخ الذي منح النادي شهادة الميلاد، والتأشيرة الرسميّة لصناعة الفرحة، والفرجة في كامل أنحاء البلاد يوم 15 جانفي 1919 في قلب المدينة العتيقة لذلك كان من المفروض أن يقدّم أهل الدّار، وأصحاب القرار لمسة وفاء لروّاد المسيرة الترجيّة التي انطلقت من «باب سويقة».
انتهت الاحتفالات وبدأت الجديات
رفع الترجي عشرات البطولات، والكؤوس المحلية، والمغاربية، والعربية، والقارية، والدولية، وأيضا «الشّرفية». وحصد فريق كرة القدم بمفرده ما لا يقل عن 56 لقبا أثناء مسيرته الاستثنائية، والذّهبية. وبناء عليه، فإن «المكشخين» تعوّدوا على التتويجات. ومن المستحيل أن يغترّوا بما تحقّق، أويستسلموا لنشوة هذا الانجاز. ومن المستحيل أيضا أن تشغلهم الاحتفالات مهما كانت كبيرة، وضخمة عن المستقبل القريب، حيث يستعدّ أبناء عمّار السويح لخوض «معركة» ساخنة على عدّة واجهات. ويحتاج خلالها الفريق إلى أعصاب من حديد، وتركيز عال، وعمل جبّار لينجح في تكديس المزيد من الألقاب، واسعاد الأنصار الذين يعتبرون هذه الكأس بمثابة القطرة التي تسبق الغيث.
غياب مؤثّر ولكن
تلقّى الترجي الرياضي ضربة موجعة بعد أن أثبتت الكشوفات الطبية أن الثنائي الدولي للفريق مع الـ»نسور»، و»محاربي الصحراء» سعد بقير، وهشام بلقروي في حاجة إلى راحة بثلاثة أسابيع بعد تعرّضهما إلى إصابتين عضليتين مع منتخبي بلديهما. ويعدّ سعد، وهشام من العناصر المؤثرين في تشكيلة الترجيين، والذين لا غنى عنهم في فلسفة السويح. ومع ذلك فإنّ النادي الكبير أثبت مرارا أنه من المستحيلات السّبعة أن يتوقّف على مجهودات أيّ عنصر مهما كان ثقله في التركيبة الأساسية. ولاشكّ في أنّ عمّار السويح من الفنيين المحظوظين لوجوده في جمعيّة تملك زادا بشريّا ثريّا يجعله في حيرة من أمره لحظة الحسم في خياراته النهائيّة، وهو أيضا امتياز تحسده عليه بقيّة الأندية المنافسة على اللّقب.
ورقة المشاني
من المنتظر أن يجد السويح ضالته في علي المشاني لسدّ الشغور الذي سيتركه هشام بلقروي في محور الدفاع. أمّا على مستوى صناعة اللّعب، فإنّ المدرب بحوزته عدّة أوراق لتعويض سعد بقير دون مشاكل تذكر. ومن الممكن مثلا أن يضطلع النّجم الجديد للترجي الرياضي، وأحد أبطال نهائي الكأس أنيس البدري بهذه الخطّة على أن يتمّ وضع النيجيري «برنار بولبوا»، وآدم الرّجايبي في الرواقين، ويتمركز أمامهما طه ياسين الخنيسي الذي ينافسه على «عرش» الهجوم اللّيبي محمّد زعبيّة العائد لتوّه من المنتخب اللّيبي.
دور الجمهور
توافد أحباء الجمعية بالآلاف أمس الأوّل على ساحة «باب سويقة» للإحتفال بالكأس، والاحتفاء بأبطال النهائي بقيادة المدرب عمّار السويح، و»الرئيس» حمدي المدب. ويأمل المشرفون على التنظيم أن يكون الاقبال أيضا قياسيا على اقتناء الاشتراكات السّنوية، وكذلك على تذاكر لقاء الجولة الافتتاحية أمام «الستيدة». وقد تمّ وضع تذاكر هذه المباراة على ذمّة المحبين منذ يوم أمس في شبابيك الحديقة، والمنزه مقابل أسعار معقولة، وتتراوح بين 7 و10 و 15و20 و30 دينارا. ويحتاج النادي إلى الدّعم المعنوي في المرحلة المقبلة ليحقّق أحلام كلّ الترجيين من بنزرت إلى بن قردان.