تقمّص خالد زيّ فريق قلبه و تميّز بأداء رجولي و اندفاع مجنون من أجل اعلاء راية التّرجّي، لقد كان في الأغلبيّة السّاحقة من المباريات رئة الفريق الّتي لا تكلّ و لا تملّ في سبيل سدّ جميع المنافذ المؤدّية الى شباك بن شريفيّة و نوّارة من قبله. وبقدر ما جلب له تحمّسه المجنون للأحمر و الأصفر من حبّ لدى ملايين التّرجّيّين بقدر ما جلب له من حقد لدى أعداء التّرجّي فأصبح كبش فداء كلّ من يرغب في ضرب قلعة باب سويقة بحجج وضيعة تسعى أساسا لإظهار غيرته على فريقه كتصرّف مناف للأخلاق و الرّوح الرّياضيّة. انّ شخصيّة اللّاعب كما نعرفها تجعله شديد الاندفاع دائما لكنّ الملاحظ الموضوعي يقرّ بأنّ عدد العقوبات الرّياضيّة الّتي تعرّض لها لا أقلّ بكثير عمّا تعرّض له أمثاله من اللّاعبين في نفس الموقع. انّ صفة اللّاعب المشاكس الّتي التصقت بخالد هي أساسا ضريبة استبساله المجنون من أجل الأحمر و الأصفر، استبسال جعل أعداء التّرجّي يصبّون جام سمومهم على هذا اللّاعب دون سواه و لا شكّ أنّ قمّة سعادة هؤلاء و شماتتهم ستكون يوم ينجرّ بعض السّذّج من التّرجّيّين نحو هذه النّظرة الجائرة لمسيرة اللّاعب.
منذ جانفي 2009، شارك قلب الأسد في الغالبيّة السّاحقة من مباريات التّرجّي الرّياضي التّونسي و كان من أهمّ روّاد المغامرتين الافريقيّتين الأخيرتين لتكلّل الثّانية بنصر عظيم انتظره ملايين المكشخين منذ 1994. ولقد زاد في قيمة التّتويج الأخير ما فتحه للتّرجّي من طريق نحو العالميّة عبر المشاركة في كأس العالم للأندية. انّ المشاركة في تظاهرة تجمع أفضل 7 نواد في العالم هو حلم كلّ التّرجّيّين و لكنّه أيضا و خاصّة فرصة تاريخيّة للّاعبين و تتويج لمعاناتهم في سبيل اللّقب الافريقي الأغلى. خلال كلّ السّنتين الماضيتين لم نكاد نرى خالد متغيّبا عن احدى ملاحم التّرجّي أو حتّى احتياطيّا اذا استثنينا ظروفا تتحدّى ارادة مدرّبيه. لا شكّ و الحال تلك أنّ لاعبا يعلم و نعلم يقينا أنّه لم يدّخر حبّة عرق ذودا عن التّرجّي كخالد قلب الأسد، لا شكّ و أنّ لاعبا مثل هذا كان يتحرّق شوقا للّعب في أكبر منافسة عالميّة للأندية. لا شكّ ايضا أنّ أحبّاء الأحمر و الأصفر لم يتوقّعوا أن يروا قلب الأسد احتياطيّا في أولى مبارياتنا العالميّة و لقد تأكّد لنا هذا الأمر من التّفاعل المحموم للتّرجيّين مع خبر ابقاء خالد على بنك البدلاء في المباراة الأولى و هو تفاعل فاق حتّى نظيره حين ترك الدّرّاجي مع الاحتياطيّين.
التزم خالد بنك البدلاء و هو أمر معقول و عاديّ وان كنّا نتصوّر مدى حسرة قلب الاسد خاصّة ازاء المردود الباهت لمجدي التّراوي العائد من اصابة حرمته من التّدرّب طويلا. و تواصلت المغامرة اليابانيّة مع شبه يقين لدى التّرجّيّن أنّ قلب الأسد سيستعيد مكانه في المباراة الثّانية لأسباب موضوعيّة. غير أنّ المفاجأة تكرّرت أمام الفريق المكسيكي، حيث لم يقع اشراك خالد و لو لبضع دقائق بصفة رمزيّة في دورة هي حلم كلّ لاعب فما بالك بلاعب كان من أبطال تأشيرة العبور اليها. لم يقع تشريك خالد رغم تكرّر المردود المأساوي لخطّ وسطنا الدّفاعي. لقد حرم قلب الأسد من فرحة هي حقّه لأسباب مازالت مجهولة للتّرجّيّين.
و اندفعت أقلام البغضاء لتجود علينا بسيناريوهات متشعّبة لا يخفى على ترجّي أنّها تسعى أساسا للانتقام و الشّماتة في خالد بسبب ما أبداه من عشق مجنون للأحمر و الأصفر. ما تهمة خالد؟؟ خبّرنا يا معلول باللّه عليك… فلسنا نرى سببا معقولا لإقصائه من أغلى تظاهرة كرويّة سوى جرم عظيم. لن تكون مجرّد زلّة انضباط فنحن نعلم أنّك غفرت لغيره زلّات و زلّات، لن يكون رفضه للتّجديد قبل كأس العالم فغيره كثر في نفس الحالة و لن تكون أيضا اختيارات فنّية فوسط ميداننا الدّفاعي كان تعيسا خلال هذه المنديال المصغّر. خبّرنا باللّه عليك يا معلول فما حصل لقلب الأسد يصعب على عقولنا البسيطة تفسيره دون اعتقاد خالد متّهما بجرم مشهود
أخيرا أتوجّه الى خالد بنداء: كم عمرك يا ابن التّرجّي؟ 26 ربيعا… مازال أمامك الكثير لتنجزه من النّجاحات و لا شيء يمنع عودتك مظفّرا الى كأس العالم للأندية. انّ ما حصل هو عثرة و سوء حظّ يقابل أيّ لاعب. انّ المستقبل أمامك واسعا لتثأر لنفسك كرويّا و احذر شيئين مقدّسين، ان تفقد احترامك لمدرّبك و مسيّريك أو أن تفقد ثقتك بنفسك. ايّاك أيضا و التّصريحات الغبيّة فسيتكالب عليك ضباع المشاكل لافتكاك تصريح يمسّ من مدرّبك أو مسيّريك أو فريقك فتخسر بذلك عشقا و مساندة لا محدودة من ملايين التّرجيّين. كلّ ما عليك فعله هو العودة للعمل بتفان محموم فعندها فقط ستظهر أنّك الأقوى و أنّك أحقّ النّاس بحبّ التّرجّي.