ليس من عاداتنا في الترجي الرياضي التونسي الحديث عن التحكيم رغم عديد الأخطاء التي يرتكبها الحكام في حقّ فريق باب سويقة، أخطاء تكاد تكون حاضرة في كل لقاء. لم و لن نجعل من التحكيم شمّاعة للتغطية عن نقائص أو سوء إختيارات فنّية. نحن ندركُ جيّدا أهمية العمل و الجديّة في إصلاح و تحسين ما يجب تحسينه و خاصّة أهمية التواضع و الرصانة في التعامل سواء مع النجاحات أو الإخفاقات. هذا ليس بالكلام المجاني بل هو واقع ملموس و حتى أحباء الترجي الرياضي التونسي أصبح لديهم نوع من القلق إزاء الصمت المتواصل لإدارة الفريق على المهازل التحكيمية التي نشاهدها كل موسم و في كل الإختصاصات الرياضية
ما يجب التأكيد عليه هو أنّ الإدارة شيئ و الجمهور شيئ آخر، نحن نقدّر موقف المسؤولين و إختياراتهم الإتصالية في علاقة بالإحتجاج المشروع لكنّنا نُندّد بسياسة التعامل بذلك التسامح و النعومة المفرطة مع الأحداث. قد يأتي يوم يفيض فيه الكأس و يقع ما لا يحمد عقباه خاصّة و نحن قادمون على مرحلة التتويج و ما زالت أحداث و مجرايات موسم « بطولة العار » 2012-2013 عالقة بالأذهان حين وقع تحويل وجهة اللقب لصالح النادي الصفاقسي على حساب الترجي الرياضي التونسي في مرحلة التتويج
ما حدث أمس الإربعاء خلال اللقاء المؤجّل من الجولة 11 لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم الذي جمع بين الترجي الرياضي و إتحاد بن قْردان هو مهزلة تحكيمية واضحة الأركان بطلها هيثم قْيراط الذي جاء بمهّة فرض التعادل (0-0) بين الفريقين و هذا ما حصل أيضا في اللقاء الآخر من نفس المجموعة بين إتحاد تطاوين و النادي الصفاقسي الذي إنتهى كذلك بالتعادل السلبي و هاتان النتيجتان تُبقيان على نفس الترتيب في المجموعة الحاصل قبل إجراء المباريات المتأخرة وهذا هو ما كان منشودا خدمة لإتحاد بن قْردان الذي يحافظ على مركزه الثاني الضامن للتأهل لمرحلة التتويج مع نقطتين حوافز، هذا دون إعتبار نوايا رئيس الجامعة تأهيل ذات الفريق إلى مسابقة إفريقية وهو العضو القار في هياكل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم
إذا، لقد جاء قْيراط لإخراج « الطرح طاولة » و هذا ما توصّل إليه من خلال تحكيم متحامل على لاعبي الترجي و متسامح مع لاعبي إتحاد بن قْردان: سهولة في إشهار الإنذارات من جانب أبناء باب سويقة و غضّ الطرف على أبناء الجنوب رغم عديد التدخلات الخشنة في بعض الأحيان و رغم ان ذلك كان تحت أنظار مراقب اللقاء عواز الطرابلسي
من جهة أخرى تغافل هيثم قْيراط عن مخالفة قريبة من مناطق الاتحاديين إثر عرقلة فادي بن شوقْ و كذلك عن ضربة جزاء لصالح زياد بالريمة الذي وقع مسكه و إسقاطه داخل المنطقة في الشوط الثاني. سوء نيّة قْيراط تواصل و تأكّد في غضّ الطرف عن إضاعة الوقت من طرف لاعبي بن قْردان من خلال سقوطهم أرضا بكثرة و بصفة متتالية ليكتفي بإحتساب أربعة دقائق وقت بديل واصل خلالها لاعبو الفريق الضيف إضاعة دقيقة و نصف و الحال أنّ الوقت المبدّد كان لا بدّ ألّا يقلّ عن سبعة دقائق بالرجوع إلى التغييرات الثمانية الحاصلة من طرف الفريقين
هكذا كان تحكيم هيثم قْيراط الذي خرج من الملعب تحت حماية مشدّدة نظرا للغضب الكبير الذي إنتاب جماهير الأحمر و الأصفر
هذا ما أسميته بالتحكيم الفضيع لخدمة وديع، وديع الذي كان « يندّد » بالجهويّات فأصبح يتفنّن فيها بكلّ وقاحة و إستفزاز في حالة مرضيّة قد تؤدّي إلى كوارث سيكون هو أول المسؤولين عنها
