لا نزال نلاحظ بكل استغراب وبكل حيرة ما يدور في المشهد الرياضي من تحريض وفتنة والمعاملة بسياسة المكيالين الواضحة التي تستهدف العديد من الجمعيات وخاصة منها الترجي الرياضي التونسي.
أوّلا وبادئ ذي بدء، فإننا نذكّر أن هذه الصفحة كانت و لا تزال تدعو الي الاتّزان والرّصانة وتجنّب أي فعل عنيف لأنه لا يُمكن أن يكون حلا لأي مشكلة، بالعكس فهو يزيد في تعميق الأزمة ويمكن أن يجر بلادنا الى ما لا يحمد عقباه، كما نذكّر أن تونس يجب أن تكون فوق كل اعتبار، فوق كل هيكل، وفوق كل حسابات ضيّقة.
لكن يبدو أن مجال الاعلام بصفة عامة، بهياكله وصحفييه ونقابته، الا من رحم ربي، ليسو في مستوى هذا الوعي ولا هذا الاتجاه. حيث لاحظنا منذ مدة و خاصّة في الفترة الأخيرة تفاقم سياسة المكيالين في التعامل مع الأحداث، تواتر التصريحات والتلميحات ضد فريقنا، إعتماد المغالطات المكشوفة، الاستفزاز المتكرر للاعبينا ومسيّيرينا، ويتم كلّ هذا ليس عن طريق كرونيكورات فحسب، بل حتى عن طريق صحافيّين ضربوا مبادئ الصحافة عرض الحائط.
آخر ما صدر في هذا المشهد المتشنّج، هو بيان نقابة الصحافيين، الذي طالما تجاهل استنجاد بعض الصحافيين الذين، في الماضي القريب، هُرسلوا وهُدّدوا، هم وعائلاتهم، وهوجموا بمقرات عملهم عن طريق مليشيات عبر الفضاء الإلكتروني و كذلك عن طريق ميليشيات واقعية تمّ إنشاءها للغرض. حينها لم نسمع و لم نقرأ أي بلاغ تنديد و لا أي إستنكار.
لن نُسمّي هؤلاء الصحافيين لأننا لانريد تعميق الازمة، لكن من واجبنا لفت النظر لِما يحدث من سياسة المكيالين، والتي تستفزّ إلى أقصى حدّ جماهير الترجي. نحن مع أي بلاغ يستنكر العنف، لكننا ضد السلوك الانتقائي الذي تعتمده النقابة، والذي تعتمده الميديا التي تحوم حول النقابة، و الذي يعتمده الصُحفيين الذين تنتقيهم النقابة والذين لا يترددون في مغالطة الرأي العام و إستفزاز الجماهير الرياضية.
وفي الختام، فإننا ندعو جماهير الترجي الى الالتفاف حول النادي بكل مكوّناته ضد هذا الاستهداف الواضح، كما ندعو مرة أخرى جماهيرنا الى التريّث والاتّزان والتشبّث بالمبادئ التي أُسست من أجلها الترجي، وأهمها الوطنية والى تجنب كل فعل غير متحضر للدفاع عن نادينا. تشهد ملاعبنا درجة عنف مُخيفة وتُنبئ بما لا يُحمد عقباه، وإن لم يكن الاعلام التونسي واعيا بهذه الخطورة و بهذا الوضع الدقيق فإننا نعوّل على وعي الترجيّين بذلك، داعيين ايّاهم الى تجاهل كل الاستفزازت.