العنف في الملاعب: كارثة قادمة جراء شرذمة ضالة.. فهل آن الأوان للردع والعقاب بشدة؟!
دون مقدمات ونظرا لخطورة الوضع وتخطيه كل الخطوط الحمراء فإننا نقول بأعلى صوت أن أحداث العنف في ملاعب كرة القدم ستنتهي بمأساة كبيرة جدا إذا لم يتم التدخل بسرعة فائقة لردع المشاغبين وإيقاف هذا النزيف الذي يتمادى من جولة على أخرى، فما عشناه مساء يوم الأحد بالملعب الأولمبي برادس خلال مباراة الترجي الرياضي واتحاد بن قردان ينذر بخطر كبير داهم وبحصول كارثة في قادم مقابلات فريق باب سويقة لو لا يتم اليوم قبل غد إيقاف المعتدين والمشاغبين وتسليط أشد العقوبات عليهم مع حرمانهم من دخول الملاعب مستقبلا لأن هؤلاء لا علاقة لهم بكرة القدم ولا بالترجي الرياضي ولا يتواجدون بملعب رادس لمشاهدة ومتابعة المباراة أو لتشجيع ومساندة فريقهم، بل يحضرون للإعتداء بالعنف على غيرهم ولتصفية الحسابات ولبثّ الرعب في نفوس الأحباء الحقيقيين والمولعين باللعبة الشعبية الأولى في بلادنا والذين هجروا الملاعب خوفا من الأذى ولهم الحق في ذلك لأن مظاهر العنف التي شاهدناها في ملعب رادس بلغت حدا لا يوصف من حيث ضراوتها وشدتها ولا نهوّل حين أن نقول أن حربا شرسة قامت بين بعض مجموعات الأحباء استعملت فيها كل أنواع الشماريخ منها الخطيرة والمؤذية التي يمكن أن تقضي على أرواح بشرية، وهنا نستغرب كيف أدخل هؤلاء كل تلك الشماريخ بمختلف أنواعها إلى الملعب وكيف سمح لهم بذلك بما أنها تهدد فعلا حياة كل المتواجدين بالمدارج…
صحيح أن أحداث العنف والشغب هذه صادرة عن فئة قليلة وضالة ممن يدعون حبهم للأحمر والأصفر وهم بعيدون كل البعد عن ذلك، وصحيح أيضا أن أنصار الترجي الرياضي الحقيقيين تحركوا بسرعة وعبّروا عن رفضهم لمثل هذه التصرفات وتوجهوا للمذنبين بكل أنواع اللوم وكذلك الشتم وهم محقون في ذلك ونحن نحييهم على ذلك، لكن الثابت والأكيد كذلك أن هذه الشرذمة بصدد « تلويث » مقابلاتنا وبطولتنا وتشكيل خطر كبير على كل من يحضرون إلى الملاعب حبا في أنديتهم وفي اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهذا ما يضع الجميع وخاصة من يملكون وسائل الردع والمعاقبة أمام ضرورة التحرك بسرعة قياسية للقضاء على هذا الغول قبل حدوث مآسي وكوارث هي قادمة لا محالة لو بقيت دار لقمان على حالها…
هؤلاء المشاغبون والمخربون لا مكان لهم في ملاعبنا ولا جدوى ترجى منهم لحضور المقابلات لا ماديا ولا معنويا، فجميعهم يدخلون الملعب مجانا ولا يشاهدون اللقاءات بتاتا سواء نظرا للحالة التي يأتون عليها أو لعدم اهتمامهم بذلك فانتصار الفريق أو هزيمته آخر همهم ومشاغلهم، ولذلك حان الوقت لصدور قرار يمنعهم من دخول كل ملاعب الجمهورية خصوصا وأنهم معروفون لدى السلط الأمنية التي ندعوها بالمناسبة إلى التحرك بحزم كبير ونحملها مسؤولية الكارثة القادمة في المدارج وخاصة في ملعب رادس الذي فاقت فيه مشاهد العنف والإعتداءات كل التوقعات.