الشروق | أخبار الترجي الرياضي .. الخيبة القاريّة تفتح باب الإصلاحات الكبرى
1 octobre 2017
لم تشفى الجماهير الترجيّة بعد من آلام الانهزام أمام الأهلي. وتحاول بكلّ ما تملك من قوّة وكبرياء أن تتناسى دون أن تنسى «إعدام» حلم رابطة الأبطال التي تبقى المبتغى الأوّل. ورغم أنّ الخسارة كانت بطعم العلقم فإنّ الأنصار يدركون في قرارة أنفسهم أنّ الحياة لا تنتظر، وأنّه لا جدوى من اللّوم والنّدم. وتفرض لغة العقل بعد مرور ثمانية أيّام على الخيبة الافريقيّة أن تطوى هذه الصّفحة «السّوداء» على الفور، وأن ينصبّ التّفكير في المستقبل بدل تضخيم العثرة، وتحويلها إلى «نكبة كبرى». الفشل طريق النّجاح
لاشكّ في أنّ نادي «الدّم والذّهب» أدرى الجمعيات بأنّ النّجاح يولد من رحم الفشل. وكان الفريق قد تجرّع مرارة الانكسار في عدّة مناسبات في منافسات رابطة الأبطال رغم امتلاكه أقوى اللاّعبين وأكبر المسيّرين. وخسر النادي «فينال» «الشّومبيانزليغ» في مناسبتين متتاليتين عامي 99 و2000. وتكرّر السّيناريو ذاته في 2010 أمام «غربان» الكونغو، وبحضور البنزرتي ومع ذلك فإنّ الجمعيّة رفضت الاستسلام. ورجعت في العام الموالي إلى أدغال القارة السّمراء رافعة شعار التّحدي، «ثائرة» على النّحس الذي طاردها في المسابقة الأغلى على امتداد سبعة عشر عاما (من 94 إلى 2011). واستطاع جيل «فلفول» القبض إلى «الأميرة» الأجمل بقيادة معلول. وهذه المعطيات التاريخيّة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ العثرة التي مني بها الفريق مؤخرا في رابطة الأبطال لن تحبط عزائم الرّجال لمواصلة البحث عن المجد القاري بداية من النّسخة القادمة. ربّ ضارة نافعة
يعلم العارفون بقدرات الترجيين في «إدارة الأزمات» أنّ الجمعية ستخمد بسرعة قياسيّة وبحنكة عالية «ثورة» الغضب الذي اجتاح الجماهير الترجيّة. ولاشكّ في أنّ قرار تجديد الثّقة في ربّان السّفينة الصّفراء والحمراء فوزي البنزرتي (ولو إلى حين) يشكّل خطوة مهمّة نحو إعادة الهدوء إلى الحديقة «ب». هذا في انتظار أن يتدعّم الاستقرار. وتعود الأمور إلى نصابها بشكل نهائي بعد أن يقنع أهل الدار «الرّئيس» حمدي المدب بالبقاء خدمة للمصلحة العامّة. وفي الأثناء ينبغي أن يستفيد الفريق من عثرة رابطة الأبطال لإجراء جملة من الإصلاحات. مراجعات شاملة
قدّم الترجي أقوى العروض الكرويّة في عدد من مواجهاته المحليّة والدوليّة (مثلا ضدّ النّجم في «فينال» البطولة، وأمام «صن داونز» في جنوب افريقيا…). لكن دون أن يبلغ فريق البنزرتي المستوى المأمول قياسا بما يملكه من طاقات بشريّة وامكانات ماديّة تؤهّله بشهادة الجميع لإحكام قبضته على الكرة التونسيّة والافريقيّة لعدّة أعوام. وتحتاج الجمعيّة في نسختها الحالية إلى جملة من التّعديلات والاصلاحات للنجاح وهذا ليس بالأمر العسير خاصّة أن النادي قطع أشواطا عملاقة في البناء. وبحوزته العتاد الضّروري لـ»يتعافى» بسرعة من خيبته، ويجدّد مطاردة المجد الافريقي شرط أن يحسن توظيف الزاد المتوفّر وهو كبير حتّى أنّ الإطار الفني وجد نفسه في أكثر من مناسبة مضطرّا للـ»تّضحية» بنجم شهير بسبب الخيارات الواسعة (بن شريفيّة، الفرجاني، بقير، بن يوسف، «كوم»…). وسيكون الإطار الفني مستقبلا أمام حتميّة إعادة النّظر في سياساته بخصوص هذه النّقطة المركزيّة (سواء مع البنزرتي أومن سيخلفه). ومن المعلوم أنّ النادي نجح في استقطاب ترسانة من ألمع النّجوم. ويفرض المنطق أن يكون هذا الامتياز نعمة، وأن لا يتحوّل إلى «نقمة». ونقول هذا الكلام حتّى لا يصبح النادي «مقبرة» للمواهب (منصر، زعبيّة، الجلاصي…). وبالتّوازي مع حسن التصرّف في اللاّعبين لا مفرّ من مراجعة ملف الانتدابات بطريقة يتحصّل بها الفريق على صفقات مدروسة ونجاحها شبه مضمون (لأنّه لا وجود في عالم الكرة لانتداب مضمون مائة بالمائة). ولا مجال مستقبلا لتلك الفوضى الفنيّة و»السلوكيّة» للمدرّبين واللاّعبين الذين يتقاضون الملايين لإعلاء راية الترجيين في المسابقتين المحليتين وبصفة خاصّة في المنافسات الدوليّة التي تتطلّب تحضيرا ذهنيا وبدنيا كبيرا، وانضباطا تكتيكيّا عاليا، وحسابا فنيا دقيقا. وهذا ما غاب مؤخّرا في ترجي البنزرتي المطالب بتحسين أداء «منظومته» الدفاعيّة (11 هدفا في رابطة الأبطال)، و»ماكينته» الهجومية علاوة على الضرب بيد من حديد على «المتمرّدين» و»المتكاسلين» لأنّه لا مكان في فريق مثل الترجي لعنصر يحتجّ على عدم تشريكه (الفرجاني)، و»كوارجي» قضّى نصف مشواره في القيام بـ»الرّجيم» (الرّجايبي). ولابدّ أيضا من «تنظيف» محيط الإطار الفني من «الدّخلاء» الذين يحاولون بكلّ الطرق حشر أنفسهم في «الشقيقة والرقيقة». وهذا الكلام موجّه بالأساس إلى البنزرتي المطالب بغلق الباب أمام هؤلاء حتّى وإن كانوا في نظره من «الأمناء». ويجب أيضا مراجعة الامتيازات الخياليّة التي يظفر بها بعض النّجوم خاصّة أنّه لا وجود في الحديقة «ب»، وفي تونس من شمالها إلى جنوبها «مارادونات» أو»بيليات» الكرة ليلهفوا تلك المليارات.
حمدي المدب يتراجع عن الاستقالة
أعلنت إدارة الترجي الرياضي امس الجمعة في بلاغ لها على موقع النادي الرسمي أن لجنة الحكماء اجتمعت ليلة الخميس للنظر في وضعية الفريق بعد استقالة رئيس النادي حمدي المدب. وأكد البلاغ أن لجنة الحكماء رفضت قطعيا استقالة المدب وأعلنت عن دعمها له ودعوتها له بمواصلة مهامه على رأس الفريق وهو ما استجاب له المدب، الذي عبر عن سعادته بدعم رئيس الجمهورية وكافة احباء الترجي الرياضي التونسي خاصة في مثل هذا الظرف الصعب التي تمر به الجمعية.