كان قرار الرّجوع إلى الحديقة صعبا بالنّظر إلى حالة الاحتقان في صفوف «المكشخين» على خلفيّة الخروج بخفي حنين من «المعركة» القاريّة. لكن هذا الإجراء – على خطورته – كان الأصلح والأنفع لأنّ مواجهة الجمهور الغاضب أفضل من الاستمرار في «الهجرة الاختياريّة»، والتي لا يمكنها إلاّ أن تزيد في حدّة التوتّر.
وقد أدرك فوزي البنزرتي أهميّة «الاختلاط» بالمحبين رغم تعامل بعضهم بقسوة مع اللاّعبين والفنيين في أوّل ظهور للجمعيّة في مركّب المرحوم حسّان بلخوجة. وهذا أمر مفهوم وحادث متوقّع قياسا بحجم الخيبة. وكان فوزي على يقين في الآن نفسه بأنّ «الثّورة» ستخمد بعد أن ينال هو وبقيّة مساعديه ولاعبيه نصيبهم من «السبّ والشّتم». وذلك جزء لا يتجزأ من اللّعبة الشعبيّة الأولى في الجمهوريّة، وظاهرة جماهيريّة من المستحيل السّيطرة عليها. ولم يسلم منها حتّى «الأساطير» في الترجي وفي العالم. فما بالك بنجوم الزّمن الحالي الذين يأخذون الكثير ويعطون القليل.
أهلا بالنّقد
يعـــرف لاعبو وفنيو الترجــــي الرياضــــي أنّه لا صـــوت يعلو صوت الجمهور (والكلام طبعا عن «المكشّخ الصّحيح» وليس عن «حمّالة الحطب»). ويعلم الإطار الفني بقيادة فوزي البنزرتي جيّدا أنّ الأنصار مازالوا يعيشون تحت تأثير الصّدمة. وبناء عليه، فإنّه لا يسع المدرّب ولاعبيه سوى تقبّل النّقد الصّادر عن الأحبّاء مهما كان جارحا. ويحسب لأبطال تونس والعرب تصرّفهم الرّصين مع الهجوم الذي شنّه بعض الترجيين. واعتبر نجوم الفريق وأعضاء إطاره الفني الموسّع أنّه من حقّ المحبين أن يعاتبوا ويلوموا و»يحاسبوا» أبناءهم على الإخفاق الحاصل في رابطة الأبطال. ويعتقد اللاّعبون والمدرّبون في النادي أنّ «التحرّك الاحتجاجي» للجمهور سيحمّلهم مسؤوليّة أثقل لردّ الفعل بقوّة، ومصالحته في أقرب الآجال.
تضامن كبير
في ظلّ الضّغوطات الرّهيبة على الفريق اختار اللاّعبون والفنيون أن «يتضامنوا» في ما بينهم إلى حين تجاوز أزمة الثّقة بسلام. وقد أظهر الجميع «تعاطفا» كبيرا مع ربّان السّفينة الصّفراء والحمراء فوزي البنزرتي الذي قرّر مواجهة «العاصفة» بجرأة عالية.
وضعيّة بن شريفيّة
بدأ الحارس الدولي معز بن شريفيّة في استرجاع جاهزيته بصفة تدرجيّة. ومن المؤكد أنّ معز يدرك في قرارة نفسه أنّه في مفترق خطير بعد أن حاصرته الانتقادات والاتّهامات. الشيء الذي يفرض عليه مراجعة الحسابات والانتفاض قبل فوات الأوان. ويحتاج معز للأمانة إلى مجهودات خرافيّة ليستعيد ثقة الجمهور الذي كان ينتظر منه أداء بطوليا في مواجهة «الأهلاويّة» لا أن يقع في المحظور. ويساهم في انهزام الجمعيّة التي مرّ منها «أسود الشّباك» أمثال كمال كرية وشكري الواعر و»جون جاك تيزيي» المشرف حاليا على تدريب حراس المرمى والعارف حتما بالمشاكل التي يواجهها شيخ الأندية التونسيّة في هذا المركز الذي كان على الدّوام من نقاط قوّته لا ضعفه.
في الانتظار
يشعر هيثم الجويني والكامروني «فرانك كوم» ببعض الأوجاع. ويخضع هذا الثّنائي إلى عمل خاصّ ليستعيدا مؤهلاتهما البدنيّة. ويلتحقا بالمجموعة التي تستعدّ لخوض اللّقاء المقدّم لحساب الجولة السّابعة ذهابا من سباق البطولة وذلك يوم السّبت القادم أمام الاتّحاد المنستيري على أرضيّة ملعب رادس. وسيدور هذا الحوار كما هو معلوم دون حضور الجمهور بفعل قرار «الويكلو» الذي اتّخذته الرابطة وثبتّته لجنة الاستئناف وسط اتّهامات كبيرة في الكواليس بـ»توجيه» هذه العقوبة بطريقة تخدم طرفا معيّنا.
سامي حمّاني