الشروق | الترجي الرياضي ..الدّفاع يُغضب البنزرتي والجامعة ترضخ لضغط الجمهور
24 octobre 2017
بعد أن تعكّرت الأجواء في الحديقة «ب» على خلفيّة الانسحاب من رابطة الأبطال الافريقيّة كان الترجي الرياضي في حاجة أكيدة إلى الإنتصار ليستعيد ثقة الجمهور الغالي ولو بصفة تدريجيّة خاصّة أنّ الصّدمة كانت شديدة إثر الهزيمة أمام الأهلي ولم يكن من الهيّن نسيانها بسرعة قياسيّة. وقد كان شيخ الأندية التونسيّة أمس الأوّل واعيا بحساسيّة الظّرف وحقّق المطلوب في أوّل مصافحة رسميّة له منذ الخيبة القاريّة. تأثيرات التقطّعات
أشرنا في أعداد سابقة إلى أنّ الترجي الرياضي سيكون من المتضرّرين من التقطّعات التي يشهدها سباق البطولة المحليّة ولن يكون من المستفيدين كما ساد الإعتقاد في صفوف الكثيرين. وقد كانت التأثيرات السلبيّة لهذه التوقّفات بارزة للعيان أثناء التحضيرات حيث كانت الأرضيّة ملائمة لتتوتّر العلاقة بين ثلّة من اللاّعبين وبعض المحبين وكادت موجة الغضب أن ترتفع أكثر لولا حكمة أبناء الدار ورصانة الأنصار الذين أدركوا أنّ «نارهم» لن تُطفأ إلاّ بالعودة إلى الرّسميات واستعادة نغمة الانتصارات. وقد أكدت مباراة المنزه بدورها تأثّر «المكشخين» بالرّاحة المطوّلة (الترجي واجه «الجليزة» في البطولة يوم 9 سبتمبر قبل أن يلاقي الأهلي يومي 16 و23 من الشّهر نفسه ثمّ انتظر إلى حدود 21 أكتوبر للظّهور من جديد في سباق «المحترفين»). متاعب متجدّدة في الدّفاع
قُلنا في أكثر من مناسبة إنّ الهفوات المُرتكبة مسؤولية جماعيّة مهما كانت الأخطاء الفردية كبيرة. وفي هذا الإطار صب البعض جام غضبهم على الحارس الدولي معز بن شريفيّة والمدافع المحوري شمس الدين الذوادي بوصفهما أبرز العناصر «المُتورطين» في ضياع حلم رابطة الأبطال الافريقيّة. وقد جاءت مباراة الإتّحاد في المنزه لتثبت أن الإشكال في «المنظومة» الدفاعية لشيخ الأندية التونسيّة أعمق بكثير بدليل أن اللاعبْين المذكُورْين كانا خارج الحسابات بسبب الإصابات (وربّما في نطاق «الابعادات») ومع ذلك فإنّ الأخطاء تكرّرت وأغضبت من جديد فوزي البنزرتي المطالب بمعالجة هذا الإشكال في أقرب الآجال. «سلاح» الكرات الثابتة
أظهر الترجي نجاعة قُصوى في الكرات الثّابتة وهي أحد «أسحلته» التقليديّة والقويّة. وجاء الهدف الأول للنادي بعد مخالفة نفّذها صاحب الاختصاص سعد بقير واستغلّ «كوليبالي» الموقف ليغالط البديري. وخطف الترجي الهدف الثاني من ضربة جزاء صنعها الخنيسي بذكاء عال. بداية جيّدة
استغلّ «مايكل إينيرامو» الوديات كما يجب وسجّل ثلاثية في مباراة سكرة ما ساهم في رفع معنوياته ودعم حظوظه لاقتلاع مكان مع انطلاق الرّسميات خاصّة بعد أن تخلّص من الكيلوغرامات الزائدة. وقد كان الظّهور الأوّل لـ»إينيرامو» مُوفّقا حيث أنّه تكفل بتنفيذ ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني. ولاشك في أن هذه «الهديّة» التي قدمها له زميله طه ياسين الخنيسي (صانع هذا الهدف والمتخصّص في تسديد ضربات الجزاء) قد تُحفّزه أكثر ليبذل مجهودات أكبر ويساهم في القيام بدور أفضل في هجوم الترجي. ضغط الجمهور ينهي فضيحة «السّتريمينغ»
يُقال بأنّ «اللّبيب من الإشارة يفهم». لكن يبدو أن هذا الأمر لا ينسحب على جامعة كرة القدم التي تمسّكت بالسّير في نهج التعنّت رغم كلّ ما كُتب عن معاناة الجمهور الرياضي بفعل نقل اللّقاءات بتقنية «السّتريمينغ». وقد انتظرت الجامعة إلى حين «احتراق» أعصاب عشاق الترجي والمنستير أمس الأول واعتذار قناة «نسمة» عن رداءة البثّ وتقطع الصّورة لتعلن في بيان لا يخلو كعادته من «الشّعبويّة» عن تخلّيها عن هذا التوجّه وتَبنّيها لمبدأ النّقل المُزدوج للمباريات (أي عبر التلفزة و»الستريمينغ» في الوقت ذاته). ومن المعلوم أن جماهير الترجي كانت قد عبّرت عن سخطها على بث المباراة بتقنيّة «الستريمينغ». لكن الجماعة ركبوا رؤوسهم، وبثّوا اللقاء على موقع «نسمة». وكانت النتيجة فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.