إسترجع الفريق أمس خدمات كامل عناصره الدوليّة وهو ما سيساعد المدرّب فوزي البنزرتي على حسم خياراته الفنيّة بعد أنّ كان قد جرّب الذّخيرة الإحتياطيّة في الفترة الأخيرة.
وأصبح في حكم المؤكد أن ينتزع الخماسي الدولي المتكوّن من بن شريفيّة، والذوادي، والفرجاني، والخنيسي، وبلقروي أماكنهم في تركيبة البنزرتي، وذلك إن لم يحدث أيّ طارىء.
قرار مؤجّل
بعد عودة الهدّاف طه ياسين الخنيسي إلى المجموعة، قد تتضاءل حظوظ بن يوسف في حجز مقعد في مقدّمة الهجوم لعدّة إعتبارات منطقيّة. ذلك أنّ فخرالدين أظهر استعدادات جيّدة أثناء الوديات، وأكد للجميع أنه عاقد العزم على استعادة بريقه في أقرب الآجال بعد أن تخلّص نهائيا من مخلّفات الإصابة التي حكمت عليه بالركون إلى راحة طويلة. كما أثبت بن يوسف أنه لاعب يلتزم بتعليمات، وقناعات مدربه حتى وإن وضعه في مركز رأس الحربة (بدل اللّعب في الرواق) كما أمره بذلك البنزرتي الذي يؤمن بأن فخرالدين يملك كل الخصال الضروريّة لينجح في قيادة الهجوم شرط أن تكون عودته بصفة تدريجيّة: أي أنّه قد لا يجازف بتشريكه منذ البداية. ومن غير المستبعد أن يضعه في لائحة الإحتياطيين مع استئناف النشاط. وتبقى فرضيّة الزجّ بفخر الدين في خطّته الأولى كجناح واردة خاصّة إذا قرّر فوزي التعويل على مهاجم واحد، وقار وهو الخنيسي.
ماذا عن زعبيّة؟
عندما تسلّم البنزرتي مهمّة تدريب فريق «باب سويقة»، أكد بأعلى صوت أن زعبيّة يملك مؤهلات فنية عالية، وأشار ابن المنستير إلى أن تجربته اللّيبيّة سمحت له بالوقوف على امكاناته، وأعلن فوزي أن فترة الفراغ التي عاشها اللاّعب قد يكون مردّها الضّغط النفسي الذي عاشه (مثله مثل الجميع) أثناء عهد السويح. ومن الواضح أن الإطار الفني للترجي لا يساوره أدنى شكّ في قدرة محمّد زعبيّة على التألق بالأزياء الذهبيّة تماما كما فعل خلال الموسم الفارط مع مولوديّة وهران عندما عانق الشباك في 13 مناسبة، واستحق الفوز بالحذاء الذهبي في الدوري الجزائري. وقد بذل البنزرتي مجهودات كبيرة ليساعد زعبيّة على الإنتفاض غير أنّ اللاّعب مازال للأمانة بعيدا عن المستوى المأمول، وليس أمامه من خيار سوى أن يقوم بعمل أكبر ليفرض نفسه في التشكيلة الترجيّة التي لا تهدى فيها المقاعد بل تنتزع انتزاعا، وذلك ما نجح فيه الخنيسي سواء مع الترجي، أوفي المنتخب الوطني.
لغة المنطق
منطقيا، ستحتلّ بعض الأسماء الأولوية في توجهات البنزرتي. والحديث بالأساس عن بن شريفيّة، وبلقروي، والذوادي، والمباركي، الفرجاني علاوة على الخنيسي. ويتواصل في المقابل الغموض في الجهة اليسرى، حيث لم تحسم الأمور بخصوص هويّة الظهير الذي سيبدأ به المدرّب مشواره مع الفريق. ويدرس فوزي كما هو معلوم إمكانيّة المجازفة ببن محمّد، ولم يغلق في الوقت نفسه الباب أمام الرّبيع ليضطلع بهذه الخطّة ولو بصفة مؤقتة خاصّة أنّ ظهور خليل قد يتأجّل. ولا نعرف بعد إن كان ابن المنستير سيضع ثقته في «كوليبالي» لمعاضدة الفرجاني في وسط الميدان أم أنّ الشّعلالي سيقصي من جديد «فوسيني»؟ والثابت أنّ غيلان، و»فوسيني» استغلاّ مؤخرا غياب ساسي، وقدّما معا أداء كبيرا في الوديات وهو ما يعقّد عمليّة الاختيار. ومازال الغموض أيضا يلفّ هويّة العناصر الذين سيتكفّلون بصناعة اللّعب، وتشكيل الخطر في الرواقين ولو أنّ بقير، ومنصر، والبدري، والرجايبي يمثّلون إلى حدّ الآن الرباعي الأكثر جاهزيّة، وتنافسا على بقيّة المقاعد في الورقة الأساسيّة.
ملف الـ«دربي»
حدّدت الرّابطة يوم الأربعاء 8 فيفري لإستئناف نشاط البطولة. وكنّا قد أشرنا أمس إلى أنّ الـ»دربي» سيدور في هذا الموعد ما لم يطرأ أيّ تحوير على برنامج الجولة الثالثة عشرة. وكان الافريقي قد طالب بتأخير حوار الأجوار إلى السّبت أوالأحد لإنجاح هذا الحدث جماهيريا خاصّة أن نادي «باب الجديد» هو المستضيف، وسيتمتّع هذه المرّة بدعم الأحباء في نطاق «الويكلو الجزئي». وقد أكد رئيس الرّابطة محمّد العربي في هذا السياق أنّه لا يمكن تأخير هذه القمّة إلاّ بعد موافقة الناديين وهو ما يعني منطقيا أنّ القول الفصل في هذا الموضوع أصبح بيد الترجي الذي لم يكشف بعد عن موقفه النهائي.