عاد التّرجي الرياضي التونسي بورقة التأهّل لنصف نهائي الكأس من سوسة بالذّات عقِب فوزه على النّجم الرياضي السّاحلي بنتيجة هدف لصفر أحرزه الخنيسي في الدّقيقة 63 من زمن المبارة ـ هذا الإنتصار لم يكن سهلا بالمرّة لأسباب عدّة سَنحاول طرحها تِباعًا حتّى نقِف على نِقاط الضّعف، طبعًا من وِجهة نظرنا، الّتي لا بُدّ من إستِخلاصها مُستقبلا ـ
ظهر التّرجي الرياضي بوجهين مختلفين خلال لقاء « الكلاسّكو »، أوّلهما سيّئ إلى أبعد الحدود طوال الشّوط الأوّل و الآخر مُشرّف بعد العودة
من حجرات الملابس ـ إنطلاق اللّقاء شهِد ضغطا عاليًا من أبناء النّجم على دفاع التّرجي مرورا بوسط الميدان أين كسب الثّنائي بن عمر و لحمر المعركة بِطريقة تكاد تكون سهلة أمام التّمركز الخاطئ لرُباعي الخطّ الثّاني بِتأخّر بڤير و الشّعلالي في الرّجوع للمُعاضدة و بإرتباك كوليبالي في التّصدّي لِلمُراوغات و التّمريرات البينيّة للاعبي النّجم ـ هذه الوضعيّة أثمرت العديد من العمليّات الهجوميّة السّانحة لأبناء فوزي البنزرتي و لولا
تصدّي الحارس بن شريفيّة للفُرص المُتاحة لكانت النّتيجة مُغايرة للتّعادل الأبيض عند صافرة الحكم يوسف السّرايري ـ
المُلاحظة الأولى من خلال الشّوط الأوّل تتعلّق بالرّسم التّكتيكي الذي إنتهجه عمّار السّويّح و المُتمثّل في طريقة (4 ـ 4 ـ 1 ـ 1) بدلا من الرّسم المُعتاد (4ـ2ـ3ـ1) مع خصوصيّة جديدة في التّنشيط هو إعتماد غيلان الشّعلالي كلاعب رواق أيمن مع إعطاءه دور مُنشّط ثانٍ إلى جانب بڤير ـ الشّعلالي لم ينجح في الإضطلاع بالدّورين معًا خاصّة في ظلّ المردود المُحتشم للرّجايبي الذي لم يقُم بالمطلوب في تحرّكاته و طلبه للكرة و مُعاضدة الخنيسي كمُهاجم ثاني ـ الرّجايبي كان مُلازمًا لرواقه الأيسر بعيدا عن منطقة بناء الهجمات كما خسر الثُّنائيّات القليلة أمام النّڤّازـ
المُلاحظة الثّانية تهمّ اللّاعب فرجاني ساسي الذي لم يبرز خلال الشّوط الأوّل بصفة مَلحوظة ـ في وجود كوليبالي، الذي لم يُقدّم أيّة إضافة لا على مستوى الإفتكاك و لا على مستوى البناء الهجومي، و إختيار الجانب الأيمن لِبناء المُرتدّات عبر المباركي و الشّعلالي، إضافةً إلى عدم صعود شمّام للهجوم، أصبح الفرجاني دون دور واضح سِوى مُحاولة إفتكاك الكرة وهو ما لا يُتْقِنه نظرًا لِكونه، في الأصل، لاعب إرتكاز هجومي.ـ
في الشّوط الثّاني، و بعد إقصاء كوليبالي في أواخر الفترة الأولى، عاد الشّعلالي إلى مركزه المُحبّذ كلاعب فكّاك مُحرّرا في ذات الوقت الفرجاني ساسي الذي أصبح يَتقدّم أكثر و يفتح الثّغرات في قلب الميدان مع تمركز بڤير بالشّطر الأيسر للهجوم ـ هذا الوضع فكّك وسط ميدان النّجم الذي لم يعُد قادرا على مُجاراة التّحرّكات المُتواصلة للاعبي التّرجي مع الإعتِماد على التّمريرات القصيرة و اللّعب بلمسة سريعة ـ دخول الجلاصي مكان الرّجايبي أعطى حُلول إضافية لأبناء السّويح و صورة هدف الإنتصار الذي أحرزه الخنيسي تُترجم بصفة جليّة التّغيير التّكتيكي الذي قام به المُدرّب ـ طبْعًا هنا يُمكن التّذكير بأنّ رُبّ ضارّة نافعة، وهو إقصاء كوليبالي ـ لكن السّؤال يبقى مطروحًا : هل كان عمّار أن يُغيّر شيئًا لولا طرد كوليبالي ؟ نحن نعلم أنّ السّويح مُتشبّث بالإيفواري في رسمه التّكتيكي و لكن إلى متى و الحال أنّ التّرجي يزخر باللّاعبين في وسط الميدان، أكثر كفاءة و قدرة على إعطاء الإضافة ـ و هذا تجلّى من خلال الكمّ الهائل من الفرص التّي أُتيحت للتّرجي خلال ردهات الشّوط الثّاني إذ كان قادرا على الفوز بأكثر من هدف ـ
على كلّ كانت هذه قراءة لمردود التّرجي في لقاء صعب تُوّج بإنتصارٍ هامّ على المُستوى المَعنوي ناهيك و أنّ « كْلاسّكو » سوسة كان أوّل إختبار جدّي للمجموعة في مُستهلّ الموسم الجديد ـ في إنتظار دخول كلّ المُنتدبين الجُدد، نتمنّى أن يَجِد الطّاقم الفنّي الطّريقة المُثلى لِتدعيم الفريق و إعطاءه أحسن وجه على مستوى الأداء الجماعي بِلاعبيه الأساسيّين و كذلك البُدلاء و هم عِدّة و بِمستوى مُتقارب ـ
أ ـ مـــــامــــي