عاد وفد الترجي الرياضي فجر اليوم في حدود الساعة الثالثة إلى تونس بعد رحلة مباشرة وطويلة من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا استغرقت ست ساعات كاملة وقد كان الإرهاق الكبير واضحا على كل اللاعبين عند الوصول إلى مطار تونس قرطاج..

الترجيون تحوّلوا مباشرة إلى أحد فنادق ضاحية قمرت لقضاء ما تبقى من الليلة وخضعوا هذا الصباح إلى حصة لإزالة الإرهاق تحت إشراف المعد البدني صبري البوعزيزي قبل الركون إلى الراحة اليوم وصباح الغد على ان يستأنفوا النشاط عشية الغد استعدادا لمباراة الدور نصف النهائي للكأس التي تجمعهم في نهاية هذا الأسبوع باتحاد بن قردان.

تعادل إيجابي عموما

صحيح أن الترجي الرياضي كان يوم أمس في اديس أبابا بمناسبة لقاء الجولة الثانية لدور المجموعات ضد فريق سان جورج قادرا وقريبا من الإنتصار وكسب ثلاث نقاط ثمينة جدا لكن الثابت والأكيد كذلك أن نتيجة التعادل ( 0 – 0 ) التي عاد بها أبناء فوزي البنزرتي من أثيوبيا تعد إيجابية لعدة اعتبارات موضوعية أهمها حالة الميدان الكارثية التي منعت زملاء شمس الدين الذوادي من توظيف واستغلال إمكانياتهم الفنية التي تفوق الأثيوبيين بكثير وعامل الإرتفاع الذي اقلق أبناء باب سويقة إلى حد كبير وأجبرهم على تقسيط مجهوداتهم وعدم اللعب بنسق قوي طوال التسعين دقيقة بالإضافة إلى النقص العددي الذي خاضوا به النصف ساعة الأخير من المباراة بعد إقصاء غيلان الشعلالي بسبب الإنذار الثاني.

تغيير اللحظات الأخيرة

شهدت التشكيلة التي بدأ بها الإطار الفني للترجي الرياضي هذا اللقاء تغييرا في آخر لحظة حيث خيّر المدرب فوزي البنزرتي التعويل على آدم الرجايبي مكان أنيس البدري قبل إقحام هذا الأخير في بداية الفترة الثانية ثم القيام بتعويض ثاني بإدخال سعد بغير مكان طه ياسين الخنيسي في أواخر المقابلة…

التشكيلة الأساسية الترجية كانت على النحو التالي: معز بن شريفية في حراسة المرمى – إيهاب المباركي وخليل شمام وشمس الدين الذوادي وعلي المشاني في الدفاع – فوسيني كوليبالي والفرجاني ساسي وغيلان الشعلالي في وسط الميدان – آدم الرجايبي وطه ياسين الخنيسي وفخر الدين بن يوسف في الهجوم.

جوشوا بوندو من جديد

علاوة على كل العوامل التي ذكرناها من أرضية الميدان والإرتفاع والنقص العددي والتي صعّبت مهمة الترجيين في لقاء أمس في أديس أبابا فإن الحكم البوتسواني جوشوا بوندو لعب دورا هاما في حرمان الترجي الرياضي من انتصار كان يستحقه وأكد بالتالي كل المخاوف التي انتابت أبناء باب سويقة قبل اللقاء ومنذ إعلان التعيين نظرا للذكريات السيئة التي يحملونها عنه بعد أن هزمهم ذات يوم في ام درمان امام المريخ السوداني بضربة جزاء خيالية أهدى بها الإنتصار لأصحاب الدار…

هذا الحكم ألغى هدف الخنيسي بدعوى لمسة يد التي كانت عفوية إن وجدت فعلا ورفع إنذارا أولا مجانيا لغيلان الشعلالي ليحصل الإقصاء في الشوط الثاني بعد الورقة الصفراء الثانية وتغافل عن اللعب العنيف للأثيوبيين والإعتدائين الواضحين على كل من الذوادي والمشاني وغض النظر عن مخالفات جلية لأبناء باب سويقة فيما أعلن مساعده الأول عن تسلل غير موجود ضد البدري في نهاية المباراة موقفا بالتالي انفرادا بحارس المرمى وفرصة واضحة للتهديف…

بعد المباراة كانت احتجاجات الترجيين كبيرة على طاقم التحكيم حيث لاموه على آدائه المنحاز لأبناء الدار ووجهوا له أصابع الإتهام بتعمد تغيير نتيجة الفريق للمرة الثانية…

هذا وتجدر الإشارة إلى أن مسؤولي فريق باب سويقة احتجوا منذ حوالي أسبوعين على التعيين لدى لجنة الحكام التابعة للكنفدرالية الإفريقية والذي كان رئيسها حاضرا أمس بالملعب ووقف على المردود المتذبذب لهذا الحكم الذي ينتظر أن يقع تجميد نشاطه لفترة ما.