للتطلع إلى التأهل على حساب الأهلي المصري: المنظومة الدفاعية للترجي في حاجة إلى أسرع وأنجع المراجعات
تعتبر انطلاقة الترجي الرياضي على الصعيد المحلي في رحلة الدفاع عن اللقب الذي توّج به الفريق في الموسم المنقضي عن جدارة واستحقاق طيبة وجد إيجابية على مستوى النتائج من خلال ثلاثة انتصارات في ثلاثة لقاءات منها اثنان خارج القواعد وهي بداية تليق بالفريق البطل وكذلك بانتظارات وطموحات عائلته الموسعة .
العلامة الكاملة إذن على مستوى النتائج لكن الأمر مختلف تماما من حيث الآداء وخاصة في جانبه الدفاعي الذي يشهد مرور بعض اللاعبين بفترة فراغ كبيرة وعدم ظهورهم بالمستوى الأدنى المطلوب في فريق كبير قدره من جهة الإنتصار في كل مباراة مهما كان ملعبها واسم المنافس فيها ومن جهة أخرى التتويج في نهاية كل موسم ، هذه الهنّات الفردية أثرت سلبيا وبشكل كبير وواضح على المردود الجماعي من هذه الناحية الدفاعية وقد تجلى ذلك على وجه الخصوص في المقابلة الأخيرة ضد النادي البنزرتي التي كانت خلالها المنظومة الدفاعية ككل – وليس الخط الخلفي لوحده – سيئة ومضطربة وسهلة الإختراق والمنال حيث قبل الفريق هدفين من غير المعقول والمقبول أن يقبلهما…
صحيح أن » الجرة سلمت » في ملعب منزل عبد الرحمان وخرج الترجي الرياضي بانتصار صعب ولكنه ثمين ويعود الفضل في ذلك لعناصر الخط الأمامي وفي مقدمتهم أنيس البدري وطه ياسين الخنيسي لكن الأمر سيكون مختلفا بدون أدنى شك في المواجهتين القادمتين ضد الأهلي المصري ذهابا وإيابا واللتين ستكون فيهما مثل تلك الهفوات ومثل ذلك المردود الدفاعي عنوان الفشل وربما توقف المغامرة الإفريقية – لا قدر الله – في هذا الدور ربع النهائي ، وعلى هذا الأساس فإن العديد من الحسابات لا بد أن تتراجع في أقرب وقت ممكن لتدارك كل الهنات التي لاحت أمام النادي البنزرتي وكذلك في بعض لقاءات البطولة العربية الأخيرة التي قبل فيها الترجي الرياضي أهدافا سهلة للغاية…
هذه المراجعة يجب أن يؤمنها الإطار الفني طوال العشرين يوما التي تفصلنا عن هذه القمة سواء بإدخال بعض التحويرات على تركيبة الدفاع أو بالقيام ببعض التعديلات على انتشار لاعبي الوسط وخاصة ذوي الصبغة الدفاعية منهم بما يضمن جدارا دفاعيا أولا متماسكا وصلبا يقلص من نسبة الخطر على الخط الخلفي ويقلل من الفرص السانحة للتهديف للمنافس وحتى لا نرى مواجهة مباشرة في كل عملية بين الهجوم المقابل وعناصر الدفاع بسبب غياب قطع الكرة من وسط الميدان وعدم تأمين الناحية الدفاعية على الوجه المطلوب من لاعبي خط الوسط…
هذه المنظومة الدفاعية هي المشكل الأكبر والنقطة السلبية الأساسية والبارزة في آداء الترجي الرياضي في هذه الفترة إذ من غير المقبول أن يقتصر دور كامل خط الوسط على الناحية الهجومية فحسب ويتم إهمال الجانب الدفاعي الذي يعد الأهم لاسترجاع الكرة في أسرع وقت أولا وبعيدا عن المناطق الخلفية ثانيا لأن قاعدة كرة القدم معروفة وثابتة ذلك أن افتكاك الكرة » عاليا » يضمن إحداث أكبر خطر ممكن على المنافس…
قد يكون لغياب فوسيني كوليبالي عن المباراة الأخيرة دور في فشل التغطية الدفاعية وافتكاك الكرة وقطع الهجومات المنافسة من وسط الميدان لكن وعلى الرغم من ذلك فإن الحلول موجودة ومتوفرة سواء بفضل الزاد البشري الوفير للأحمر والأصفر الذي يسمح بالتبديلات في التشكيلة وفي طريقة اللعب كذلك أو بفضل كفاءة الإطار الفني وبالتالي قدرته على القضاء على السلبيات وتطوير الآداء وهذا ما يجب أن يتم التركيز عليه خلال كل الحصص التدريبية التي تسبق التنقل إلى مصر لمواجهة الأهلي بملعب برج العرب وهي مباراة لا بد أن تكون فيها المنظومة الدفاعية الترجية ناجحة وناجعة للتطلع إلى تحقيق نتيجة إيجابية وقطع خطوة هامة نحو المربع الذهبي لأمجد الكؤوس الإفريقية، فالمنافسة ستكون شرسة وصعبة مع ممثل الكرة المصرية وستكون أبسط الهفوات قاتلة ومثرة جدا على التأهل الذي يبقى رهين آداء مثالي هجوما وخاصة دفاعا.