يحظى الكابتن خليل شمّام بمكانة خاصّة في حديقة المرحوم حسّان، وذلك لعدة اعتبارات موضوعية في مقدّمتها تلقيه تكوينا ترجيا خالصا علاوة على مساهمته في حصول الجمعيّة على عدّة ألقاب محلية، ودولية على امتداد السّنوات الأخيرة.
وعاش خليل – مثله مثل أيّ لاعب – فترات زاهية وأخرى صعبة، وفيها الكثير من الانتقادات اللاّذعة التي تتحوّل أحيانا إلى حملات شعواء. والثابت أنّ خليل يعشق الأصفر، والأحمر. ومازال بوسعه تقديم الكثير للفريق، وذلك دون أن يغلق الباب أمام اللاعبين الصاعدين، والمعوّضين في الخانة اليسرى، ودون أن يحترز أيضا على رغبة المسؤولين في تعزيز هذه المنطقة بعناصر اضافيين.
متاعب صحيّة
من المعلوم أنّ خليل شمّام تغيّب عن تربّص النادي في عاصمة الرّباط. وقد فتح هذا الاحتجاب باب التأويلات، والتخمينات. وكان لزاما أن نسأل شمّام عن سبب الغياب، وإن كنا من قبل قد أشرنا بأن كابتن الترجيبين تعرض إلى نزل برد حادة حتّمت عليه الركون إلى راحة مطوّلة. وقد أكد شمام في هذا السياق أنه تخلّف عن المحطة الأولى من تحضيرات فريقه في المنستير بقيادة الربّان الجديد – القديم فوزي البنزرتي لدواع صحية بحتة. وقال خليل إنه عاش وضعا صحيا صعبا قبل أن يستعيد عافيته بصفة تدريجية. ومن المنتظر أن يلتحق في القريب العاجل بالمجموعة.
أتقبّل النّقد ولكن
بعد أن وضع خليل شمّام النّقاط على الحروف بخصوص الأسباب الكامنة وراء غيابه في الفترة الأخيرة، تطرّق كابتن الفريق إلى النّقد الموجّه له من قبل بعض الأطراف الذين نسجوا حوله حكايات بالجملة منها خروجه المرتقب من «باب سويقة». وقال شمّام في هذا الصّدد: «أنا شخص يتقبّل النّقد، وأؤمن بالرأي الآخر غير أنّني لم أهضم ما تقوم به بعض الأطراف التي شنّت على شخصي هجوما كاسحا لغايات غير معلومة، وبطريقة تثير الغرابة خاصّة أنهم تكهّنوا برحيلي من الجمعية التي تربطني بها علاقة عضويّة. ولم يستوعب هؤلاء أن ارتباطي مع النادي وثيق، ومعنوي، وأن عقدي الذي ينتهي في موفّى الموسم الحالي يبقى من المسائل الثانويّة، والتي من المستحيل أن تكون مصدر اختلاف، أوخلاف بيني وبين جمعيتي الأمّ. كما تحدّث بعضهم عنّي بلهجة تظهر أنّني على عتبة النهاية، وهي نظرية مغلوطة. ولا يمكن أن نشاهدها إلاّ في بطولتنا التونسية. وأقول لهؤلاء إنّني مازلت في أوج العنفوان، وأرغب في قضاء عدة سنوات أخرى في الميادين. وقد يجهل بعضهم أنني لم أتجاوز بعد عتبة الثلاثين (من مواليد عام 1987)، وهو عمر مثالي تنضج فيه تجربة اللاعب، ويصبح أكثر استعدادا لتقديم مردود أفضل. وليس التفكير في «الاعتزال» كما «يتوهّم» البعض.
مرحبا بالمنافسين
قيل كلام كثير عن فيلق اللاعبين المرشحين للعب بالأزياء الترجية، ومنافسة خليل في الخانة اليسرى أبرزهم على الإطلاق الدولي علي معلول. وفي هذا السياق، يشير خليل إلى أنه يؤمن بقدراته الفنية التي تمكّن بفضلها من فرض نفسه مع شيخ الأندية التونسية لسنوات طويلة، والتي تخوّل له العطاء لأعوام أخرى بنفس الروح. وقال خليل إنه يرحب بكل المنتدبين «المفترضين»، وذلك حتى إن كانوا من منافسيه المباشرين في الجهة اليسرى للدفاع.
حقّ مشروع
تحدّث شمّام أيضا عن الوضع الحالي للجمعيّة. وقال إن الجمهور من حقّه أن يطالب بالألقاب، وبصناعة اللّعب بالنّظر إلى الامكانات المتاحة. وأضاف كابتن الترجي أنّ عناصر الخبرة سيفعلون المستحيل لتأطير الشبان، ومساعدة الوافدين للتأقلم في الجمعية. وأكد خليل أنّ اللاعبين في مركب المرحوم حسان أمام حتمية «التعايش» مع الضغط بحكم أنّ الفريق يراهن على البطولات، والكؤوس. ولا يرضى بغير الانتصارات. وختم شمّام حديثه بالتطرّق إلى العمل الذي يقوم به المدرب الجديد فوزي البنزرتي مؤكدا أنه من الفنيين الـ»كبار» الذين بوسعهم تحقيق الكثير من النجاحات مع شيخ الأندية التونسية.