يعرف الضبع بأنه لا يهاجم إلا متى اجتمع بنو جنسه فهو حيوان لا يستجمع شجاعته ولا تبرز مخالبه ولايعلو صوته إلا عندما يكون برفقة غيره من الضباع وحتى عندما تكون هذه الفصيلة في مجموعة فإنها لا تتجرأ إلا على بقايا صيد وفرائس الحيوانات الأخرى بل ترضى الضباع غالبا بالعيش على أكل الجيف فهي من الحيوانات القَمّامة مثلها مثل طائر الرخمة أما الأرنب فيعرف بأنه شديد الحذر سريع الهرب مُجيد للاختفاء يتوارى في لمح البصر لما يستشعر الخطر أو يحس بأن موازين القوى ليست في صالحه!!
وعرفت البراري منذ قديم الزمان وجود الضباع كما ألفت وجود الأرانب غير أن الحياة البرية لم تسمع يوما عن فصيلة جمعت بين صفات الضباع وخصال الأرنب ولم تشهد الثدييات، ولاحتى البرمائيات بل وحتى الحشرات، بروز فصيلة حيوانية تجمع بين صفات الضبع والأرنب في آن!
ورغم أن البراري لم تشهد اجتماع الضباع والأرانب في حيوان واحد إلى حد العصر الحديث فإن بداية سنة 2012 «بشرت» بتطور جيني مذهل قدّم للبشرية فصيلة هجينة جديدة جمعت بين الجنسين المذكورين آنفا في طفرة مذهلة في علم الأحياء!
والعجيب أن هذه الطفرة لم تكتشف في البراري كما هو الحال بالنسبة لبقية الأجناس من الدواب بل «سطع نجمها» في مدار عجيب غريب هو ذلك المدار الذي يحيط بكوكب كرة القدم التونسية.. ذلك المدار الذي يجمع كل ما يمكن أن تقرأه أو تسمعه أو تراه عن وحول كوكب الكرة في هذه المجرة العجيبة!
وفي هذا المدار تحديدا تم اكتشاف جنس «الأرضبع» إذ لوحظ بكثافة في الأيام الأخيرة ويؤكد باحثون ثقاة في علوم الأحياء أن «الأرضبع» رغم حداثة رؤيته فإن بعض الدراسات الأركيولوجية تشير إلى أنه شوهد سابقا في مناسبات متفرقة عبر تاريخ كوكب كرة القدم التونسية وكلما ظن المؤرخون أنه انقرض إلا وعاد من جديد في نفس المكان وفي نفس المدار.. هذا وقد دفعنا الفضول لتتبع أثر «الأرضبع» بعد ظهوره مؤخرا في مدار الكوكب إياه فأرشدنا الثقاة إلى أنه شوهد بملامح ضبع مساء الخميس الماضي وركز علماء الصوتيات على عوائه فوجدوا أن مجمل همهماته تتردد فيها نفس الكلمات «#كريم_الخميري»… «ضربة جزاء» «تجميد»… «اجتماع منتصف الليل»!! ثم قيل أنه شوهد مجددا مساء الأحد في نفس المدار ولكن بملامح أرنب هذه المرة مطلقا «ضغيبا» (صوت الأرنب) خافتا فهم منه من سمعه وبصعوبة شديدة عبارات مثل «العيادي دهس بطن كوم»…«خليفة صفع البلايلي»… «ڤيراط شاهد ما شافش حاجة»… «الهدف الثاني للترجي صحيح مليون بالمائة»…!! ولكن هذه العبارات كانت خافتة لدرجة أن صداها سرعان ما تلاشى بمجرد أن أطلق «الأرضبع» ذو الملامح الأرنبية العنان لحوافره مختارا الفرار والتلاشي كأنه لبس طاقية الاخفاء فجأة ولم يعد له أي أثر في مدار كرة القدم التونسية العجيب. هذا ويروي الثقاة أن «الأرضبع» شوهد الخميس والأحد في نفس المكان ولسنا ندري هل كانت صدفة أم بتدبير من الضباع وتحالف مع الأرانب التي كانت في المناسبتين تحوم حول #الترجي ولم تبين الرواية هل كان الأمر مجرد صدفة أم أن الترجي يملك مغناطيسا يجذب إليه الضباع وتهرب منه الأرانب!!
تنويه : هذه قصة قصيرة حزينة تمتّ للواقع بصلة وثيقة وأي تشابه بين أحداثها وبين الحقيقة هو صحيح تماما ومن يرى نفسه ضبعا أو أرنبا فهو كذلك لامحالة.