لم يكن لدينا أيّ شكّ في تزايد حالات العدوى بين لاعبي الترجي الرياضي التونسي و الإتحاد الرياضي المنستيري بعد مقابلة نهائي كأس الحبيب بورقيبة التي دارت بملعب مصطفى بن جنّات بالمنستير مساء الأحد الفارط 27 سبتمبر 2020. و لكنّنا إنتظرنا ما قد يثبت تخميناتنا و تخوّفاتنا خاصّة بعد ما راجت أخبار عن إمكانيّة التستّر و السّكوت عمّا قد تُفصحه التحاليل الضرورية من جانب الإتحاديين خاصة بعد تهاطل أخبار التحاليل الإيجابية في صفوف فريق باب سويقة.
كيف يمكن أن تكون النتيجة خلاف ذلك في ضلّ تفشّي فيروس الكورونا بسرعة مهولة هذه الأيام و والعياذ بالله.
نحن لدينا قناعة بأنّ إدارة الترجي الرياضي التونسي أعلمت الجامعة عن حالة مجدي التراوي الذي لم يتحوّل إلى المنستير و مهما حاولت الجامعة إنكار ذلك كما فعلت عن طريق طبيب المنتخب الوطني لكرة القدم (لا نعلم ما دخله في الموضوع) الدكتور سهيل الشملي فإنّ إخضاع لاعبي الفريقين للتحليل السريع قبل اللقاء و التصريح بسلامة كلّ
اللاعبين يبقى الدليل القاطع على مسؤوليّة المكتب الجامعي و رئيس الجامعة فيما حصل سويعات بعد لقاء النهائي. طبعا نحن لن نعود على مجريات اللقاء و شطحات الحكم الصادق السالمي بل نقرّ بالهزيمة و نبارك للإتحاد المنستيري رغم تحفّظاتنا الرياضية البحتة و لكن دعنا نتناول الموضوع من جانب المسؤولية و التداعيات الصحيّة الوخيمة التي مازالت تُلقي بظلالها على نهائي المنستير.
هكذا أراده الجريء و مكتب الجامعة الموقّر، أراده عُرسا في مدينة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي جعل من مجال الصحّة عنصرا أساسيا لسلامة التونسيين و تقدّمهم و إزدهار وطنهم العزيز فكان النهائي بمثابة الكارثة في مجال العدوى و إنتقال الفيروس بين عديد اللاعبين و الفنّيين و كذلك صحافيين الموقع و الصفحة الرسمية للنادي و مصوّر الفريق و غيرهم، نسأل الله العافية و الشفاء للجميع.
و لكلّ من يريد الإصطياد في المياه العكرة بزعمه أنّ الهزيمة في الدور النهائي دفعت بأحبّاء الترجي الرياضي إلى الإحتجاج و الإستنكار و السّخط و الوعيد، لهؤلاء نقول ببساطة، هل كنّا سنسعد بذلك اللقب في ضلّ تفاقم الوضع الصحّي لأكثر من نصف المجموعة من مدربين و إخصّائيي العلاج الطبيعي و طاقم اللياقة و لاعبين و صحافيين و نحن لا نعلم إن كانت القائمة ستتوسّع أم لا ؟
هل للقب الكأس ان يغير الكثير من إستحقاق و سيطرة و زعامة الترجي على الكرة في تونس ؟
طبعا الفوز هو الفوز و يبقى مطمح كلّ الفرق لكن عندما تكون عواقب الرياضة وخيمة على صحّة الرياضيين و على عائلاتهم و على أقاربهم و ذويهم فتلك الطامّة الكبرى لأنّ الإحتفال بالألقاب حتما سيفسح المجال بعد ساعات قليلة إلى الهلع و القلق و الحيرة و ربما إلى أوجاع و آلام لا يعلمها إلا الله.
ثمّ بالعودة إلى تحاليل ما قبل المبارة، كيف للجامعة أن تؤمّن مثل تلك العملية الطبيّة الصّرفة ؟ هل عملية أخذ العيّنات أو ما شابه ذلك من إجراءات هو من إختصاص الجامعة ؟ كيف لوزارة الصحّة أن تسكت عن هذه التصرّفات الصبيانيّة و الاّ مسؤولة، بل الإجرامية في حقّ الفريقين المتداخلين في النهائي ؟ لماذا هذا التجاهل للخطر الواضح للعيان في ظلّ حالة وبائية تتجنّد لها كلّ وسائل الدولة للحدّ من تفاقمها ؟ أليس من الإجرام أن يُعرّض المكتب الجامعي شباب تونس و عائلاتهم إلى خطر مثل هذا ؟
إن كان مجلس نواب الشعب قد سارع اليوم و نحن نكتب هذه الأسطر بمسائلة عدّة وزراء حول مجهودات الدولة و تخطيطها إزاء الجائحة فالأولى و الأحرى أن تقع مسائلة المكتب الجامعي و رئيسه وديع الجريء الذي أصبح طموحه الشخصي واضحا تمام الوضوح لا فقط على المستوى الرياضي محليا و قاريا بل كذلك على المستوى السياسي بعد طرح إسمه في قائمة المرشّحين لرئاسة الحكومة و ربما أكثر من ذلك في نشاط سياسي لا يخفى عن أحدث المولودين في هذا الوطن العزيز دون أن ننسى طبعا تدخّلاته و ضغطه على مؤسسات الدولة الإدارية و البنكية لصالح فريق بعينه دون آخرين و ذلك لمآرب معروفة و تقرّبا من شخصيّات كانت نافذة و أخرى لا تزال ….و للحديث بقيّة.
هيئة تحرير الموقع