أصبحت فقرة الموفيولا في برنامج الأحد الرياضي الوسيلة المُثلى لإدانة حُكّام مقابلات الترجّي الرياضي و الإيحاء بإنحيازهم له في كلّ مناسبة أتيحت لفريق البرنامج ـ ما شهدناه و لا زلنا نُشاهده من ثنائي « خبراء » التحكيم في برنامج رازي الڤنزوعي أصبح واضحا و مكشوفا وهو التّلاعب الصّريح بالألفاظ و العبارات « الفنّية » لإعطاء مصداقيّة بات من المشكوك فيهاـ
لتعليل ما نقول أخذنا بعض الحالات، التي يستطيع أيّ مُشاهد التّدقيق فيهما من خلال شريط موڢيولا الدّربي الأخير، حتّى نفهم قذارة و وسخ نيّة الحكَم الأسبق يُسر سعدالله و مدى كرهه للترجّي الرياضي، كُره يبدو أنّه « درّسه » للحَكم اللّيبي ـ
ـ عند تقديم لقطة لمس أوبوكو للكرة الكلّ يعترف، بما في ذلك سعدالله، أنّ يد المدافع لم تكن في وضع طبيعي و أنّ أوبوكو إنحنى نحو الكرة فاتحا ذراعه. رغم توصيفه هذا و إصراره على خطاء المُدافع في التّعامل مع الكرة، ممّا أدّى الحكم المساعد إلى الإعلان على ركلة جزاء، فإنّ الحَكم يُسر سعدالله لم يَنْصِف زميله بتمتيعه في حقّ الشكّ بل أكّد على لعب أوبوكو الكرة ب »أعلى » الصّدر (وكأنّ هناك أسفل الصّدر)، لأنّه لا يستطيع ذكر كلمة الكتف التي تؤكّد ضربة الجزاءـ سعدالله حاول جاهدا تغيير مكان اللّمس من « أعلى الذّراع » إلى « أعلى الصّدر » مُوقعا نفسه في تناقض واضح عند الإجابة عن ضربة الجزاء المُماثلة التي مُنحت للإفريقي ضدّ النّادي الرياضي الصّفاقسي الموسم الفارط…تناقض إنّما يُؤكّد على سوء النيّة ـ
ـ لقطة « مُطالبة » الإفريقي لضربة جزاء إثر « لمس » بڤير للكرة بيده عند تنفيذ المخالفة من الزّمزمي جاءت لتُأكّد ما نقول، لأنّ فوق الميدان لم نرى أيّة مطالبة أو إحتجاج من طرف زملاء خليفة نظرا لكون العمليّة لم تكن واضحة بالمرّة و وجب على « الخبيرين » تكبير اللّقطة بالمجهر حتّى تراها العين المُجرّدة في جزء من ثانية أنّها « قد تكون لمس » في حين أنّ وضع يد بڤير كان طبيعيّا لحماية وجهه، و لم تَعلُوا يده من فوق رأسه ـ سوء نيّة الحكمين الخبيرين ظهر مرّة أُخرى عند إستعمالهما لكلمة « وضع غير طبيعي لليد » الذي يُبيح هذه المرّة إعلان ضربة الجزاء ـ يعني بعبارة أوضح أنّ هناك « وضع غير طبيعي » سُنّة و « وضع غير طبيعي » فرض ! ثمّ لماذا تغاضى سعدالله عن أصل المُخالفة التي لم تكن موجودة بل موّه وسام بن يحي على الحكم و إرتمى لوحده ـ لماذا لم يَعُدْ سعدالله على هذه اللّقطة المُثيرة للضحك ! ثمّ إذا كان سعد الله مُحايدا لماذا لم نُشاهد أيّ لقطة من تدخّلات وسام بن يحي العنيفة والتي كانت تستوجب طرده منذ الدقيقة 50 ! لكن لمّا يتعلّق الأمر بإدانة الترجّي فإنّ يُسر سعدالله أوّل من يُدقّق في التّفاصيل على غرار مُقابلة متلوّي و الترجّي، أين عاد إلى لقطة كوليبالي زاعما أنّ الإيفواري قام بمُخالفة على لاعب المتلوّي قبل حصول الترجي على ضربة جزاء في حين أنّ زمنٌ طويل نسبيّا في كرة القدم مرّ بين اللّقطتين ـ لكن سعدالله أراد أن يربط بين العمليّتين لإدانة الحكَم و إتّهامه بِمُحاباة الترجّي ـ
ـ الرّجوع إلى عمليّة إحتكاك المباركي بصابر خليفة في الدقيقة 90+1 و زعم سعدالله أنّ هناك مُخالفة لصالح الإفريقي هو أيضا مُغالطة كبيرة لأنّ مثل ذاك الإحتكاك هو عادي و لا يستوجب شيئا و إلّا عُدنا إلى كلّ إحتكاك صار طوال اللقاء ـ لكن عمليّة إنتقاء اللّقطات واضحة و كلّها تصبّ في خانة إدانة الترجّي ـ
يُسر سعدالله أكّد سوء نيّته و لطّخ سُمعة التّحكيم بقراءته ألّا عقلانيّة للأوضاع و تناسى أنّه يتمتّع بإعادة اللّقطات كما أراد و من زوايا مُختلفة قبل الحُكم عليها في حين أنّ حكَم السّاحة و مُساعديه ليس لديهم الوقت للتّفكير للحظة واحدة عند الإعلان عن قرار من عدمه ـ عندما تُغيّب ظروف التّخفيف في مثل هذه الحالات التي إختلفت حولها الآراء إختِلافا صحّيا فالأمر يُصبح واضحا أنّ هناك سوء نيّة و إرادة للإساءة للترجّي الرياضي ـ نذكر على سبيل المثال رأي الحكم السّابق عادل زهمول عبر موجات راديو موزاييك الذي أكّد وجود ضربة الجزاء كما أنّه صرّح في ذات الحصّة أنّه نفس رأي عديد الحكّام القدامى ـ
هذا فيما يتعلّق بدربي العاصمة ـ لكن دعنا نعود إلى كلاسيكو سوسة لنفهم أكثر سوء نيّة خبيري التّحكيم وذلك بعد أن تناقضوا أيّما تناقض في ليلة الدربي ـ
موفيولا الكلاسيكو لم تُركّز كما ينبغي على لقطات إعتداء لاعبي و مسؤولي النّجم على فريق الترجّي بل إكتفى الأحد الرّياضي بتقديم تقرير مُصوّر لم يرى خبيري التّحكيم فائدة في الرّجوع إليها بل شدّد ثنائي الموفيولا على لقطة ركل البدري للحمر ـ في نفس المقابلة تغاضى « الحكمين » عن لقطة كانت واضحة لصالح إينيرامو مُتمثّلة في ضربة جزاء لم يُعلن عنها حكم اللّقاء إثر مسك و عرقلة و إسقاط مايكل من طرف مُدافعين داخل منطقة الجزاء ـ تناسي هذه اللقطة من يُسر سعدالله هو من قبيل سوء النيّة و التحامل على الترجّي الرياضي ـ
موقف سعدالله العِدائي للترجّي أصبح مفضوحا و يزداد من أسبوع إلى آخر و هذا شيء غير عادي خاصّة أنّه يصدُر عبر مرفق عمومي مُطالب بالحياد ـ لكن موفيولا التحكيم في الأحد الرياضي أصبحت مصدر تأليب الجماهير و تجييشهم زورا و بُهتانا أمام صمت المسؤولين على الرياضة و السّاهرين على مؤسّسة التلفزة الوطنيّة ـ إذا تواصلت المهزلة دون ردع العابثين، أصحاب النفوس المريضة، فلا يستغرب أحدا من حدوث الكوارث التي بدأنا نرى منها القليل!
عن هيئة تحرير الموقع